دعا مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، المبتعثين السعوديين في لبنان إلى تقديم الصورة الحقيقية للإنسان السعودي. وخاطبهم قائلاً: «دوركم الحقيقي سيبدأ فيما بعد في الخدمة الوطنية وإيصال المفهوم الصحيح للإسلام بعد أن شوَّهه البعض في هذا العالم، فهي مسؤوليتكم؛ أن تخدموا أوطانكم وترتقوا بها إلى مصاف الدول المتقدمة في المكانة التي تستحقها». ولفت الفيصل، لدى لقائه المبتعثين أمس الأول في مقر السفارة السعودية في بيروت تحت عنوان «سفراء وطن»، إلى مسؤوليتهم في أداء رسالة إسلامية ووطنية. وشدد: «الاختبار الحقيقي الذي سيواجهكم ليس في المدارس والجامعات بل في ساحات الحياة التي ستواجهكم بالمصاعب، فإما الانكسار وإما الكفاح»، داعياً الطلاب إلى مجاهدة أنفسهم ورغباتهم «لتحققوا مستقبلاً باهراً لوطنكم فأنتم المستقبل»، ومتمنياً لهم التوفيق والسداد. وحضر اللقاء وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور نزار بن عبيد مدني، ووزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبناني، روني عريجي، وسفراء دول الخليج العربي المعتمدين لدى بيروت، والقائم بالأعمال بالنيابة لدى سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بيروت، المستشار وليد بن عبد الله بخاري، والملاحق ومديري المكاتب الفنية في السفارة. وأشار بخاري، في كلمةٍ ألقاها، إلى الدور الريادي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يولي الابتعاث الخارجي أولوية استثنائية كون الابتعاث يعد استثماراً في الإنسان السعودي عصب البناء والتنمية المستدامة. وثمَّن بخاري دور المبتعثين في نقل الصورة الحقيقية لما تتمتع به المملكة من إمكانات وقدرات ومكانة. فيما قدم الفيصل دروعاً تكريمية للطلاب المتفوقين في مختلف المجالات العلمية. وفي وقتٍ لاحقٍ مساء أمس الأول؛ غادر الفيصل بيروت بعد زيارة رسمية بدأت الإثنين وشمِلت كبار المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى كلاً من رئيس الجمهورية الجديد، ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلَّف، سعد الحريري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، تمام سلام، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري. ولدى مغادرة الفيصل مطار رفيق الحريري الدولي؛ كان في وداعه وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إلياس بوصعب، والمستشار وليد بخاري، ومنسوبو السفارة السعودية ومديرو المكاتب الفنية فيها والملاحق. وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أفاد، خلال لقائه الحريري في بيت الوسط ببيروت، بنقله رسالتين من الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الرئيس عون، الأولى لتهنئته بانتخابه رئيساً للجمهورية، والثانية لتقديم الدعوة له لزيارة المملكة. ورحَّب عون بالدعوة، على أن تبدأ بعد استكمال مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية، إذ ستكون زيارته إلى المملكة الأولى له إلى أي بلدٍ عربي. بدوره؛ اعتبر الرئيس الحريري حضور الأمير خالد الفيصل تأكيداً جديداً على التزام المملكة بالعلاقات الأخوية التي تربطها باللبنانيين ورعايتها الدائمة للدولة اللبنانية بصفتها الممثل الجامع لإدارة كل اللبنانيين وقرارهم الوطني. وقال الحريري خلال مأدبة عشاءٍ تكريما لمستشار خادم الحرمين: «اللبنانيون الخارجون للتو من فترة طويلة من الفراغ الرئاسي والمتطلعون إلى اكتمال نصاب مؤسساتهم الدستورية يستبشرون خيراً بهذه الزيارة، لأن المملكة كانت دائماً مملكة الخير للبنان ولها الأيادي البيضاء في وقف الحرب الأهلية وإعادة الإعمار بعدها وبعد كل عدوان إسرائيلي».