لم أعتد كتابة مقال أسبوعي أو يومي في صحيفة أو مجلة.. الشرق وبترشيح من الشاعر والاعلامي عبدالوهاب العريض تم إدراج اسمي ضمن كتاب الشرق. أيام وأنا أحاول أن أقبض على فكرتي الأولى لكتابة المقال. ها أنا أحاول لكن الفكرة لم تأت في ظل انشغالاتي مع المهرجانات السينمائية في الخارج، وكان الاقتراح أن تكون السينما السعودية أول مقال أكتبه عن تجربتنا في لوس أنجلوس – أمريكا – «أيام الفيلم السعودي» والذي جاء بمبادرة هي الأولى من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي لدعم المواهب الشابة من صناع الأفلام السينمائية. حسنا أظنه أقتراحاً جيداً.. حيث هوليود والنجوم.. هوليود التي نمسع عنها ونشاهدها في الأفلام. وأن «تشاهد هوليود خير من أن تسمع عنها». وأن تشارك في هوليود فتلك نقلة نوعية وحلم ظل يراود الكثير من الممثلين والمخرجين ومنتجي الأفلام القصيرة والطويلة. في اليوم الأول من الفعاليات امتلأت قاعة السينما بنجوم هوليود وبمحبي الفن والسينما في أمريكا. كانت الحفاوة بنا وبأفلامنا كبيرة وكثيرة جدا على عكس التذمر والتنمر الذي يتلقاه صناع الأفلام كلما ذكرت كلمة «سينما سعودية» والتي نمررها على استحياء. في اليوم الثاني وفي قاعة أكبر من الأولى كان الحضور أكثر وأكبر.. لمست الدهشة والإعجاب في عيون المشاهدين حتى مابعد انتهاء الأفلام. ما أثار دهشتي جولتنا التي كانت في استديوهات برامونت والتي صورت فيها أشهر الأفلام.. تجولنا داخل الاستديو الذي صور فيه المخرج هتشيكوك أشهر وأهم أفلامه. كان كل شيء محفوظاً مدينة كبيرة التجول فيها استمر لساعات طويلة. كل شيء محفوظ وموثق بالتواريخ. كان بقربي المخرج الشاب «عبدالعزيز الشلاحي» همست إليه قائلا: ماذا لو كانت أرض الجنادرية بمبانيها التي كلفت الكثير ولا تستخدم إلا في أيام معدودات في السنة، ماذا لو كانت هذه المباني «استديوهات» لتصوير الأفلام الوثائقية. كنا لا نملك إلا التمني وبعيدا عن المقارنة وبعيدا عن عرض أفلامنا على شاشات متواضعة سواء في مهرجان أفلام السعودية بالدمام أو في مسابقات أخرى في مناطق المملكة. ماذا لو تم النظر إلى تأسيس صناعة سينمائية تتزامن مع رؤية 2020 التي تم إقرارها موخرا فأنا على ثقة بأن صناعة الأفلام ستكون أرضا خصبة للاستثمار.. سيشاهد الآخر البعيد أفلامنا ويتعرف على ثقافتنا. في أكاديمية نيويورك للأفلام هناك عشرات الطلاب والطالبات السعوديين الذين يدرسون صناعة الأفلام وبعيدا عن المقارنة أيضا فأنا مؤمن بأن هؤلاء الشباب من أبناء الوطن قادرون على إثارة الدهشة وصناعة ما هو مفيد للوطن.