يتنافس 6 رجال وامرأة غداً الأحد في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، إذ سيختار الناخبون مرشح التيار إلى الاستحقاق الرئاسي المقبل في ربيع 2017. والرجال الستة هم آلان جوبيه، ونيكولا ساركوزي، وفرنسوا فيون، وبرونو لومير، وجان فرنسوا كوبيه، وجان فريديريك بواسون، أما المرأة فهي ناتالي كوشوسكو- موريزيه. ويقدِّم آلان جوبيه نفسه ك «شخصية جامعة» في بلدٍ منقسم، واعداً بمصالحة «فرنسا المتشرذمة»، ومستبعداً أي تحالفٍ مع اليمين المتطرف. وجوبيه رئيسٌ لبلدية بوردو يبلغ من العمر 71 عاماً، وحملته تتخذ من عبارة «الهوية السعيدة» شعاراً، علماً أنه رأس الحكومة بين عامي 1995 و1997 وعُيِّنَ وزيراً 5 مرات. ولتصدُّر هذا الاستحقاق التمهيدي المفتوح؛ يعتمد هذا السياسي المخضرم على أصوات الوسطيين وكل من خيَّبته سياسة الرئيس الاشتراكي، فرنسوا هولاند، الذي لم يعلن إلى الآن موقفه من الترشح مجدَّداً عن اليسار. ولطالما اعتُبِرَ جوبيه أحد أهم السياسيين الواعدين في جيله، وكان راعيه الرئيس السابق، جاك شيراك، يعتبره «الأفضل بيننا». وفي 2004؛ أدت إدانته في قضية وظائف وهمية إلى تجريده من الأهلية للعمل السياسي لمدة عام. وبعد إقامةٍ في المنفى في كيبيك الكندية؛ عاد إلى بلاده وتولى رئاسة بلدية بوردو ثم الوزارة. وتنتشر عنه صورة رجل فجٍّ ومتعالٍ، لكنه يحاول دوماً تخفيفها، مؤكداً أنه يملك طبعاً «راسخاً». بينما أطلق الرئيس السابق والمنتمي إلى حزب الجمهوريين، نيكولا ساركوزي (61 عاماً)، حملةً يمينيةً زاخمة، إذ شمِلت ملفاتٍ ذات أولوية لدى حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف)، كالأمن والسلطة والهجرة والاندماج. ويطرح الرئيس السابق نفسه بوصفه «مدافعاً عمن جُرِّدوا من طبقتهم الاجتماعية في وجه النخب»، في ابتعادٍ كبير عن صورة «رئيس الأغنياء» التي ورثها عن ولايته في قصر الإليزيه (2007- 2012). وبعد انتخاب الجمهوري، دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة؛ دعا ساركوزي، الذي درس المحاماة وتولى رئاسة بلدية في سن ال 28 وعدة مناصب وزارية، إلى «الإصغاء إلى الشعوب». وُلِدَ ساركوزي من مهاجرٍ مجري وفرنسية، واقترن في زواجه الثالث من المغنية والعارضة السابقة، كارلا بروني. لكنه قد يتعرض إلى ملاحقة القضاء، خصوصاً في قضية تمويل حملته الانتخابية في 2012 التي انتهت بهزيمته أمام هولاند. بدوره؛ يأمل فرنسوا فيون، رئيس الوزراء السابق والوحيد في ولاية ساركوزي، في إثارة مفاجأة التأهل إلى الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية، مستنداً إلى الاستطلاعات الأخيرة. ويقدِّم الرجل الجدي الصارم البالغ 62 عاماً نفسه بوصفه «الصوت المجدي الوحيد» في الاستحقاق التمهيدي، ويعتبِر برنامجه «مزيجاً من اليمين الليبرالي واليمين السلطوي». وفيما يكيل الانتقادات لحصيلة ساركوزي في الرئاسة؛ فإنه يتوقع «خيبة هائلة» في حال انتخاب جوبيه. كذلك؛ يحظى فيون، التي تتحدر زوجته من بلاد الغال في المملكة المتحدة ولديهما 5 أبناء، بدعم معارضي زواج المثليين، إذ وعد بإبطال قانون تشريعه في حال انتخابه. أما الأربعيني الذي يوحي مظهره بالحكمة، برونو لومير، فيعتبر نفسه تجسيداً لتجدُّد اليمين الفرنسي، خصوصا أنه لم يتولَّ رئاسة الوزراء أو الجمهورية من قبل. ويجول وزير الزراعة السابق في حكومة فيون (2009-2012) في البلاد منذ أشهر، محاولاً تغيير صورته كتكنوقراطي مثقل بالشهادات، وهو يبدو مغروراً أحياناً. وتبرز ناتالي كوشوسكو- موريزيه، بمواقفها المغايرة، وهي المرأة الوحيدة المرشحة في «تمهيديات اليمين» ووزيرة سابقة للبيئة. وأيَّدت كوشوسكو- موريزيه زواج المثليين وإلغاء تجريم الماريجوانا، كما أكدت الحرص على «استفادة الجميع» من العولمة مراهِنةً خصوصاً على القطاع الرقمي. وتولَّت هذه المرأة النيابة في سن ال 29، ثم تسلمت عدة حقائب وزارية أثناء رئاسة ساركوزي، لكنها فشلت بفارق بسيط في الفوز برئاسة بلدية باريس عام 2014. وفي مارس الماضي؛ أقرَّت السياسية المشاكسة البالغة 43 عاماً أن «عيبي الرئيسي أنني مزعجة». في حين يهاجم جان فرنسوا كوبيه (52 عاماً) ما يسميه «دجل» فرنسوا فيون، وينتقد مراراً ساركوزي، علماً بأنه كان مقرباً كثيراً من الأخير. ويرأس كوبيه، الشرس في استهداف خصومه، بلدية ميو. وسبق له تولّي النيابة وعدة مناصب وزارية بعد مسارٍ سياسي كلاسيكي، قبل أن يغنم رئاسة حزبه «الاتحاد من أجل حركة شعبية» (الجمهوريون حالياً) في 2012 في انتخاباتٍ أثارت الجدل. وبعد عامين؛ اضطر إلى الاستقالة بسبب فضيحة فواتير مزورة تمت تبرئته منها لاحقاً. من جانبه؛ دخل جان فريديريك بواسون، وهو نائب محافظ متشدد يبلغ من العمر 53 عاماً، السباق التمهيدي مغموراً، وأثار الجدل عندما لم يستبعد التصويت لصالح رئيسة الجبهة الوطنية، مارين لوبن، في حال واجهت الاشتراكي هولاند في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. ويطالب هذا النائب، وهو أيضاً رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي الصغير الذي يدور في «الجمهوريين»، بإبطال تشريع الزواج المثلي ويريد إدراج «الجذور المسيحية» للبلاد في الدستور. وفي 2015؛ زار بواسون، حامل دكتوراة الفلسفة، سوريا مرتين للقاء بشار الأسد.