واجه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في ثاني مناظرة تلفزيونية بين المرشحين السبعة لانتخابات اليمين التمهيدية للرئاسة، انتقادات شملت خصوصاً سياسة الهجرة وأسلوبه في ممارسة السلطة. وفي نهاية المناظرة، اعتبر المشاهدون رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه الأكثر اقناعاً، في وقت ترجح استطلاعات الرأي فوزه بانتخابات 2017، علماً أن أي انتقادات لم توجه إليه باستثناء بلوغه 71 سنة. لكن ناشطي اليمين يفضلون ساركوزي عليه. وقبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية، يبدو رهان الاقتراع التمهيدي اساسياً، إذ تتوقع استطلاعات الرأي ان يحظى الفائز به بكل الفرص للفوز في الدورة الثانية امام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، نظراً الى ضعف اليسار. وقال ساركوزي: «أدرك حجم المهمة، وأملك طاقة لها». ورد على مطالبة خصومه اياه، بعد تفكيك مخيم كاليه العشوائي الذي ضم آلاف المهاجرين في شمال فرنسا، بإلغاء اتفاقات توكيه التي وقعها مع لندن لدى توليه الرئاسة عام 2003، وتحدد وضع الحدود الفرنسية البريطانية، قائلاً: «معظم المهاجرين يريدون الذهاب الى بريطانيا. لذا يجب ان نذهب الى هناك ونلتقي رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ونعيد التفاوض معها في شأن هذه الاتفاقات». وواجه ساركوزي اشد الهجمات من وزراء سابقين في حكومته انتقدوا اسلوبه المضطرب، او قراره الترشح مجدداً بعد هزيمته امام فرنسوا هولاند في 2012. وقالت ناتالي كوسيوسكو موريزيه: «في نظري، لا تعني الرئاسة الإكثار من الكلام عن الأحداث الراهنة على حساب القضايا الطويلة الأمد». اما برونو لومير فقال: «وعد البعض بألا يترشحوا مجدداً إذا هزموا». ورد ساركوزي ساخراً انه «بين هؤلاء الوزراء السابقين الذين ينتقدونني، لم يطالبني احد بمغادرة الحكومة». وركّز الرئيس السابق هجماته على خصمه الرئيسي آلان جوبيه الذي يرى انه يفتقد الحزم، وقال: «لا ارغب في تناوب ينجم عن حل وسط، تناوب ضعيف»، مؤكداً انه لن يتولى منصب الرئيس إلا لولاية واحدة اذا فاز في انتخابات 2017. وصرح: «سأبلغ 76 في 2022، ويكون الوقت حان لأشكر فرنسا»، في انتقاد مبطن لجوبيه البالغ 71 من العمر. وتشير استطلاعات الرأي الى ان ساركوزي سيُهزم في الدورة الأولى امام جوبيه الذي يقدم نفسه على انه افضل من يستطيع جمع اصوات اليمين المعتدل والوسط وأولئك الذين خاب املهم من الرئيس الاشتراكي هولاند. ويفترض ان تجري مناظرة ثالثة في 17 الشهر الجاري، قبل الدورة الأولى للانتخابات التمهيدية لليمين التي ستنظم في 20 من الشهر ذاته. وسيتواجه المرشحان اللذان يحصلان على اكبر عدد من الأصوات في مناظرة أخيرة قبل الدورة الثانية التي ستجرى في 27 الجاري.