قدَّم مؤتمرٌ عن السكري إحصاءاتٍ بشأن المرض في المملكة خلال 2015، مقدِّراً عدد المصابين ب 3 ملايين و800 ألف، فيما بلغت تكلفة «العلاج والإدارة» للمصاب الواحد ألفاً و145 دولاراً في السنة. واستند المؤتمر، الذي أقيم مساء أمس الأول في الرياض، إلى إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري. وقدَّر الاتحاد عدد المتوفين بالمرض في المملكة خلال العام الماضي ب 23 ألفاً و420 شخصاً. ولاحظ رئيس اللجنة العلمية في الإدارة العامة لمكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة في وزارة الصحة، الدكتور مراد المراد، أن السكري ينتشر بشكلٍ خطير. وشدد على ضرورة تطوير برامج شاملة للإدارة والوقاية. وذكر المراد، خلال المؤتمر الذي عقدته شركة «بوهرنجر إنجلهايم» الطبية في فندق «موفنبيك»، أن السكري بنوعه الثاني يشكِّل ما نسبته 90% من حالات المرض في المملكة. ونبَّه قائلاً: «اتّباع أنماط الحياة غير الصحية في المملكة يؤدي إلى تسارع كبير في معدلات انتشار المرض بنوعه الثاني»، مشيراً إلى ارتفاع نسبة التدخين والمعدلات المنخفضة من الحركة والنشاط البدني» وبالتالي زيادة فرص الإصابة بأمراض أخرى مرتبطة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية». وحثَّ المراد على تطوير برامج شاملة للإدارة والوقاية من السكري عبر تكامل الجهود بين علماء الأمراض المزمنة والباحثين في الصحة العامة والمشرّعين الصحيين. وخلال المؤتمر؛ دار نقاشٌ بين أطباء مختصين في الغدد الصماء وأمراض القلب حول النهج الجديد في إدارة السكري من النوع الثاني. ويرتكز هذا النهج على اتجاهاتٍ جديدة في خفض مستويات السكر في الدم والحدِّ من مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية. وأوضح رئيس قسم الغدد الصماء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور عبد الرؤوف محفوظ، أن «نموذج العلاج بمثبّطات البروتين ناقل السكر الكلوي المُعتمِد على الصوديوم SGLT2 (أمباغليفلوزين) يعمل على تخفيض إعادة امتصاص الجلوكوز في مجرى الدم وذلك من خلال طرح الجلوكوز الزائد في البول». ولفت محفوظ إلى أهمية هذا النموذج من العلاج «لأن إدارة السكري من النوع الثاني أمرٌ معقَّد ويشكل تحدياً كبيراً، حيث يعجز عديدٌ من المصابين به عن الوصول إلى المستويات المطلوبة من الجلوكوز في الدم» و»لهذا السبب؛ يبرز هذا النموذج كطريقة فاعلة لتخفيض مستويات الجلوكوز في الدم وإدارة المرض مع تأثير جيد على وزن الجسم وضغط الدم». ووفقاً لمداخلته؛ تُجرَى حالياً عديدٌ من الدراسات على مجموعةٍ من العلاجات الجديدة بهدف التحقق من نتائج أمراض القلب والأوعية الدموية السريرية طويلة الأجل لمرضى يعانون من السكري، حيث «أظهرت النتائج الأولية انخفاضاً بنسبة الثلث من جميع أسباب الوفاة والوفاة الناتجة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية». بدوره؛ أشار استشاري الغدد الصماء والهرمونات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور علي الزهراني، إلى تعرض المصابين بالسكري من النوع الثاني للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بنسبٍ أعلى من غيرهم، فضلاً عن تضاعُف خطر الوفاة. وأوضح في مداخلةٍ له: «عندما يعاني المرضى من ارتفاع ضغط الدم والسكري في آنٍ معاً، وهو مزيجٌ مرضي شائع، يتضاعف خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية». وحتى الأشخاص الذين لا يعانون من السكري؛ أشار الزهراني إلى إمكانية تعرضهم للإصابة بأمراض الأوعية الدموية إذا ارتفعت نسبة السكر في الدم فوق المستوى الطبيعي دون أن يصل ذلك إلى مستويات مرضى السكري المتعارف عليها. ووفقاً لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية حول تأثير أمراض الأوعية الدموية لدى مرضى السكري؛ صُنِّفَت أمراض القلب والأوعية باعتبارها السبب الأكثر شيوعاً للوفاة، متسبِّبةً في 52% من حالات الوفاة لدى مرضى السكري من النوع الثاني. في ذات السياق؛ اعتبر مدير عام منطقة الشرق الأوسط والأدنى لدى شركة «بوهرنجر إنجلهايم»، محمد الطويل، أن تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الثاني قد يغيِّر حياة الأفراد بشكل كامل. وأبان قائلاً: «هذا ما يدفعنا بشكل رئيسي للاستثمار على نطاق واسع في الموارد الحالية، بهدف إيجاد حلول مبتكرة تلبي الأعباء المتزايدة في المملكة» و»نحن نتعاون مع مسؤولي الرعاية الصحية وأبرز مختصي الغدد الصماء في المملكة لإيجاد سبلٍ جديدةٍ لإدارة المرض، وهو ما يمكن أن يوفر للمرضى حياة ذات جودة أفضل». وأكد الطويل في تصريحٍ له: «نحن ملتزمون بتزويد مختصي الرعاية الصحية في المملكة بالحلول التي تقدم الفائدة للمرضى بأفضل صورة، حيث تبقى إدارة مرض السكري في السعودية مساحة التركيز الأكبر على العلاج بالنسبة للشركة خصوصاً مع انتشار المرض بنسب عالية في البلاد».