الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه وهو يميل إلى المشاركة والعيش ضمن الجماعات البشرية، لذلك عليه أن يتعلّم ممارسة السلوك السليم والالتزام بالقواعد والمبادئ التي تنظم هذا السلوك، حيث إن طريقة حديثك وأسلوبك مع الآخرين هي طريقة لمعرفة شخصياتهم، وكلما كنت لبقاً وهادئ الطباع حسن الخُلق في تصرفاتك معهم أثناء الاجتماع أو في جلسة حميمة مع الأصدقاء، كنت شخصاً محترماً والعكس صحيح، ولعل كثيراً منا يفتقد فن التواصل مع الآخرين (فن الأتيكيت – Thinkstock) فيتعرض للمشكلات أو السخرية أو لسوء الفهم إذا لم يتمكن من إيصال رسالته بالشكل الصحيح. وقد اختلف الباحثون في تحديد أصل كلمة الإتيكيت ومعرفة مدلولاتها الكثيرة، فردّها بعضهم إلى كلمة يونانية قديمة هي «ستيكوس» وتُعنى: نظام الطبقات أو الفئات الاجتماعية. وعزاها آخرون إلى التعبير الألماني Stechen ويعنى الطابع أو السمة البارزة، ورأى باحثون فرنسيون أن كلمة إتيكيت تعود بجذورها إلى المصطلح الفرنسي Ticket الذي يعنى بطاقة الدخول إلى المجتمع الراقي. وهذا التفسير هو الأقرب لمدلول كلمة «الإتيكيت»، حيث كان الملك الفرنسي لويس الرابع عشر حريصًا على جعل بلاطه الملكي قدوة ومثالًا لجميع بلاطات أوروبا. ولكن الملاحظ في الآونة الأخيرة هو افتقاد بعض المسؤولين قواعد (الأتيكيت – Thinkstock) في فن الحديث والتصريح وطرق التواصل مع الآخرين. وهذا ما يحدث عندما يصرِّح ذلك المسؤول دون مراعاة للكلمة وما ينتج من وراء ذلك التصريح؛ فيتحدث بكلمات جارحة وقد تكون محبطة لشعب يحتاج لرفع معنوياته أكثر في ظل هذه الظروف الراهنة، ومن أمثلة تلك العبارات «خانني التعبير» أو «البربرة» أو «أزمة فكر» أو «لست شمساً شارقة» أو «إنتاجية الموظف» وغيرها. لذا من أسباب عدم استمرارية ثبات كراسي المسؤولين عدم معرفة كثير منهم بكيفية التعامل الصحيح في الوقت الذي يحتاج له، وكذلك غياب المعرفة بفن الإتيكيت، في بعض الوزارات. لذا نجد بعضهم يردد بأننا شعب قد نتجاهل ونتسامح مع بعض التصريحات التي تصدر برغم قساوتها، ولكن ذلك المسؤول يحتاج أياً كان منصبه أو مكانته لدورة في فن الإتيكيت لأنها الطريقة المثالية للتحدث مع الآخرين دون تصريحات محبطة وقاسية؛ الشعب يحتاج لرفع معنويات لإنتاج أكثر! حيث لا يدرك ذلك المسؤول خطورة تصريحاته على المواطنين وقد تؤدي إلى الهاوية!؟