آدم وحواء! ضلع أعوج وظهر مستقيم، كمال عقل ونقص دين وهلم جرّا من الفروقات الأَلْف بين المرأة والرجل! والحقيقة لا فرق بينهما سواء في الأجساد أو الأرواح وما المهم في الجسد؟ فإن كنت تملك روحاً ترحم وعقلاً يفكر فهل هناك أهمية لأن تمتلك جسداً؟ أو أن تكون امرأة أو رجلاً؟. وهل اختيار المهن أساسه جسد؟ هذا لذكر وهذا لأنثى! هل الخطأ يختلف إذا اختلف الجسد؟ هل عمر الرشد يختلف باختلاف الأجساد؟. هل الجسد هو مقياس لكل الأشياء؟ أين عقولنا من هذه الأفكار والتصرفات؟ أين هي من هذه القوانين اللامنطقية؟ المشكلة أن هذه القوانين يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل بلا تفكير! فأصبحت الأجيال إمعة تقلد السابقين وتلحق بهم تحت مسمى التقاليد والعادات الاجتماعية. عجيب، كيف أن العقول تتوقف عن العمل عند الأجساد! وتحكم على الأشخاص من جسد لا من فكر؟ حيث إن الأنثى لا تدرس! تتزوج قصراً وتضحي جبراً وليس عن طيب خاطر! إلى متى ستتخذ قرارات عن المرأة؟ يا من تملك جسد ذكر وعقل بغل إلى متى ستحكم عليها بالمؤبد بلا ذنب! فقط لأنها ولدت بجسد أنثى؟ فهل هذا ذنب وجرم وهل هذا عيب وعار؟ متى تسقط عن السفينة؟ لتقود هي وتحكم هي وتتحرر من قيودك التي قتلت أحلامها وشوهت ماضيها وكسرت حاضرها! على الأقل دع لها المستقبل، تنحى جانباً أو سر بجانبها لا أمامها، امسك بيدها لا بعنقها! فهل تستطيع أم لا تستطيع؟ سؤال هل خُلقت هي لتنزع أنت روحها بجبروتك، أم خُلقت لتخطف أنفاسها على سريرك؟ أو ربما خُلقت لتحبس أحلامها في المنزل؟ في رأيك لماذا خُلقت؟ ألم تُخلق لتعيش، لتحلم، لتنجح، وتتعثر، وتفشل؟. ألم تُخلق بعقل ويدين وشفتين! إذاً فهي قادرة على العيش دونك! هي لم تخلق لتكون مربوطة بك ولم تخلق لتشبع رغباتك وشهواتك ولم تخلق لتنظف الفوضى التي تتركها خلفك، هي لم تُخلق لتجمع شتاتك بل خُلقت إنساناً بروح، ولا أهمية لنوع الجسد أنثى أو ذكر، المهم هو العقل. اليوم النساء أصبحن أعداء الرجل وهذه العداوة ليست محض صدفة أبداً! بل إن سببها الرجل وتسلطه، فمنذ ولادة الأنثى حتى موتها وهو يغرس فيها الكره، العداوة والضعف أمام جميع بني آدم؟ لتكون دائماً «عبدة» له. لكن أخيراً قررت الأنثى إسقاطه وتجاوزه، حتى لو لم تكن مستعدة لشق طريقها بمفردها فقد اتخذت أول خطوة بشجاعة، وكما يقال مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وها أنتِ بدأت المشوار وعليك إتمامه، فانطلقي في فضاء أحلامك، اتبعي طموحك وعيشي كما أردتِ دائماً وتجاوزي كل حدود إلا حدود الله.