على الصعيد الشخصي لم يكن يعنيني كثيراً مَنْ من المرشحين الاثنين لخلافة أحمد عيد على كرسي رئاسة الاتحاد سيفوز بالمنصب، فسلمان المالك وعادل عزت متقاربان كثيراً في سيرتهما وحداثة عهدهما بالرياضة، حتى أنهما ظهرا في توقيت متقارب حين برز اسم المالك في رعاية «ركاء» دوري الدرجة الأولى، وعرفنا في الموسم الذي يليه عادل عزت كمدير للتسويق في شركة عبداللطيف جميل التي حصلت على رعاية دوري المحترفين بدلاً من شركة زين، وهذه بحد ذاتها نقطة تطرح علامة استفهام كبرى حول سبب عزوف المخضرمين والرياضيين القدماء والأسماء ذات الخبرة والتاريخ الرياضي عن الترشح لرئاسة الاتحاد. اليوم الأمر مختلف بالنسبة لي ولشريحة لا بأس بها، وهذه الشريحة استطعت قياسها من خلال ردة الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي حول الأخبار المتداولة عن نية الأمير تركي بن خالد الترشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأعني بمختلف أن الأمر بات يعنيني أكثر من ذي قبل عندما يكون الأمير تركي بن خالد ثالث المترشحين فهو وإن كان الثالث من حيث وقت الترشيح إلا أنه الأول قدرة وخبرة وشخصية وتجربة، وبالتالي فإنه الأجدر بتولي دفة الاتحاد. تشرفتُ بالعمل تحت إدارة الأمير تركي قبل سنوات، ولا أود الحديث عن صفاته الشخصية فهي معلومة للجميع، ويكفي أن تشاهد لقاء تلفزيونياً واحداً لتعرف كثيراً، لكنه في الجانب العملي رجل ناجح، حازم، مخطط، يعرف كيف يحقق أهدافه، قائد يمتلك صفات القيادة، ولا يرضى إلا بالنجاح، وعندما يتعلق الأمر بالعمل فلا مكان للميول، وليس أدل من ذلك على أن صحيفة «شمس» التي كان ناشرها ويرأس مجلس إدارتها لم تكن ذات لون محدد، ولم يستطِع أحد حتى هذه اللحظة أن يأتي بمادة أو عنوان فيه «ميل» أو رائحة «ميول». الأمير تركي نصراوي الهوى، لكن من يبحث عن الزملاء الذين تناوبوا على إدارة القسم الرياضي في الصحيفة فلن يجد بينهم نصراوياً واحداً، بل على العكس فقد تناوب على القسم أربعة زملاء ثلاثة منهم هلاليون! بعيداً عن هذا فالأمير يمتلك تجربة ثرية وناجحة سواء في نادي النصر أو مع المنتخب السعودي، وبالمناسبة فقد كانت آخر بطولات المنتخب السعودي وهي كأس الخليج وكأس العرب إبان إشراف الأمير تركي عليه في تلك الفترة، فهل تكون عودتنا من جديد مرتبطة بعودته؟ من يعلم، فربما نعم. من أجل ذلك سأقول «افعلها يا سمو الأمير وترشّح، فأنت مطلب لكثيرين ومحل ثقة وتفاؤل الجميع».