كما هو معلوم، يأتي الراتب بوصفه امتيازاً لكل موظف، ولذلك فإن تغريدات الأحد الماضي سجلت رقماً قياسيّاً، وما زالت بعد يومين نشطة حتى الآن تحت الوسم التويتري «صرف الرواتب بالأبراج». وأحد عوامل نشاط الوسم ذاته هو إعلان وزارة المالية في اليوم ذاته عن اعتماد تواريخ صرف الرواتب وفقاً للسنة الشمسية الهجرية، أو ما اشتهرت بالسنة البرجيّة، وهذا يأتي تحولاً بعد نظام الرواتب الذي كان معمولاً به تبعاً للأشهر الهجرية القمرية، وفقاً لتقويم أم القرى الرسمي. ولعل خبر صحيفة المدينة السعودية يوم الجمعة الماضي الذي نشرته الصحيفة كالتالي: «الرواتب – الميلادية» لموظفي الدولة تضيع مسؤوليتها بين «المالية» و«الخدمة المدنية»، كان بحاجة إلى توضيح أكثر، وهو الأمر الذي جاء في بيان وزارة المالية حول النظام الجديد لتواريخ الرواتب في القطاع الحكومي، وفيه كشفت وزارة المالية آلية تطبيق قرار مجلس الوزراء القاضي بأن يتم صرف رواتب موظفي الدولة بما يتفق مع المرسوم الملكي رقم م/ 6 الصادر في 12/ 4/ 1407ه. وفي غمرة تعاطي الخبر في موقع تويتر، لم يفرق كثير منا بين الجدّ والهزل نتيجة التغريدات التي تدفقت بشكل كثيف، وعمّت بتأثيراتها وسائل تخزين البيانات في كل هاتف أو جهاز لوحي، وفيما كان للرسوم الكاريكاتورية لبعض الصحف المحلية حضورٌ وتأثيرٌ حمل بين جنباته كثيراً من حالة يبدو أنها تنتج مع كل تحول يلامس منطقة مهمة في حياتنا. أما ما يصاحبنا من حالة اندهاش قد تتراوح بين أحد مستويات التندّر أو الجدّ هو حالة طبيعية نمرّ بها، خاصة مع إيقاع الحياة المعاصرة، الذي يسجل تسارعاً كل نانو- ثانية، وحينما يكون ثمة تحول سريع في جانب مرتبط باقتصاديات الإنسان، سوف ينفعل ويتفاعل في صور شتى؛ وقد يقع التندر إلى حد الابتذال والسطحية، وهو ما تحمله بعض مستويات النكتة الشعبية كطاقة قادرة على التناقل الشفاهي أو المكتوب، وهذا واقع له تفاصيله وتداعياته العفوية. ولأن طبيعة الأشياء أن تنفعل وفق قانون الأهم ثم المهم، فيبدو – مثلاً- أن قضية مشكلات التصنيع لأجهزة الهواتف الذكية «نوت 7» لم تكن في وارد أن تتقدم على مسألة هي أهم بكثير باعتبار شموليتها وأهميتها، كموضوع التحول في تواريخ صرف الرواتب. ومن الواضح أن الآلية الجديدة فيها منفعة لصالح اقتصادنا الوطني، وهو حسب تعبير صحيفة الوطن السعودية، حيث جاء في خبر الصحيفة ما نصّه: «تبلغ قيمة التوفير في بند الرواتب لموظفي القطاع الحكومي بعد تحويلها للنظام الجديد نحو 9.83 مليار ريال سنويّاً». لكن السؤال الذي يوجه إلى وزارة المالية، يستفهم حول حالة التحول في تواريخ الرواتب وضرورة تفعيل الدور الإعلامي، والاستفادة من إمكانات الإعلام الكبير ليتم توضيح الآلية الجديدة قبل الانتقال بفترة يمكن أن يتعرف المستفيدون على تفاصيل ذات الآلية بصورة أكثر دقة؛ لأن الذي يبدو أن ما نشر قبل فترة كان يشير إلى أن الآلية الجديدة ستكون بالتاريخ الميلادي بدلاً من الهجري، بينما تبين أن النظام الجديد سيعمل وفق نظام السنة الهجرية الشمسية، وثمة فرق بين الميلادية والشمسية. نعم كنا بحاجة إلى رسالة تمنع التقاول؛ بحيث تحمل بدقة الآلية الجديدة التي أشارت إليها أغلب الصحف المحلية بداية الأسبوع الحالي. إننا اليوم في 26 من برج الميزان؛ فالراتب سيكون في البرج الذي يلي الميزان وهو برج العقرب، وفي كل يوم خامس من البرج التالي سيكون موعد الرواتب الشهرية، ومع هذه التجربة الجديدة، نسأل الله الخير والنماء وأن يمنّ علينا جميعاً بنعمة الأمن والأمان.