كرَّم وزراء الثقافة الخليجيون، خلال اجتماعٍ أمس في الرياض، 18 مبدعاً ومبدعة من مختلف دول مجلس التعاون بواقع 3 من كل دولة؛ نظير جهود توعية المجتمعات بصنوف المعرفة والفنون. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون، الدكتور عبداللطيف الزياني، المكرَّمين ب «كوكبة في مجتمعاتهم ونماذج مضيئة على مستوى الخليج والوطن العربي»، كاشفاً، خلال حفلٍ أقيم بهذه المناسبة، عن نيةٍ لزيادة عدد المكرَّمين. ونيابةً عن المكرَّمين ال 18؛ عدَّت الكاتبة، كوثر الأربش، التكريم تحفيزاً لبذل كل ما هو ممكن خدمةً للمجتمعات الخليجية، مؤكدةً عمق الروابط بين شعوب دول مجلس التعاون وولاء المكرَّمين لقادة مسيرة هذه الدول الذين يبذلون ما في وسعهم لحماية المنطقة وأبنائها من المتربصين بها. وقالت الأربش في كلمتها «أعبِّر عن فرحي كوني صوتاً لجميع المكرمين في هذا اليوم، فالإبداع هو السبب الرئيس لحضورنا». وتسلَّم المكرمون شهادات تقدير، وما يعادل 50 ألف ريال لكلٍ منهم من دولته، وميدالية ذهبية من الأمانة العامة لمجلس التعاون. كان وزراء الثقافة الخليجيون عقدوا اجتماعهم، وهو ال 22 من نوعه، في أحد فنادق الرياض. وترأس وفدَ المملكة وزير التجارة والاستثمار وزير الثقافة والإعلام بالنيابة، الدكتور ماجد القصبي. ونقل الوزير القصبي تمنيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين وولي ولي العهد بنجاح الاجتماع، وتحياتهم إلى الوزراء المشاركين. وأشار القصبي إلى تركيز المجلس الأعلى لمجلس التعاون على تعزيز الهوية الخليجية. وأكد، في كلمةٍ له، التعويل على المؤسسات الثقافية الخليجية لتؤدي دورها في مواجهة التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة. وأوضح «المؤسسات الثقافية معنيَّة في المقام الأول بتعزيز الهوية الخليجية متسلحةً بثقافة وإرث كبيرين لمواجهة التطرف والإرهاب الذي يواجه المنطقة»، معتبراً دول مجلس التعاون امتداداً لبعضها بعضاً، ف «التعاون والتآخي بينها قولاً وعملاً ليس وليد اليوم، وإنما يبرز إبان الحقب العصيبة لمواجهة كل هذه التحديات». ووصف القصبي دول المجلس ب «ينبوع الخير والإحسان ودعوات السلام في محيطها العربي والإقليمي». وتابع بقوله «كما أنها تتصدى بكل حزم واقتدار لكل محاولات العبث بمقدراتها وأمنها، ولعل في عاصفة الحزم التي جاءت لنصرة الأشقاء في اليمن التي قادتها المملكة بمؤازرة من أشقائها؛ دلالة على الدور الذي يقوم به المجلس في الوقوف في وجه التحديات العسكرية والثقافية التي تستهدفه». ودعا القصبي قطاع الثقافة في دول الخليج العربي إلى تحديث الاستراتيجية الثقافية الخليجية التي تنتهي في عام 2018 وصياغتها برؤية متطورة فكرياً تنشد السلم والوئام الاجتماعي وترى التوافق بين الأصالة والحداثة، وبين الإيمان والعلم، وتخاطب الأجيال القادمة بأطر ووسائل تتناسب مع ما تشهده وسائل الاتصال من طفرة تقنية في الأساليب والمحتوى، على أن تتخذ من شعار تعزيز الهوية الخليجية أساساً تنطلق منه في رؤيتها الجديدة. بدوره؛ أكد الدكتور الزياني أن «المنطقة في هذا الوقت تحتاج إلى مواجهة الأفكار المتطرفة المهددة للنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية في دول خليجنا الحبيب بسبب دعوتها للفرقة»، داعياً، في كلمته، إلى «شد العزم لمواجهة هذا التحدي متسلحين بثقافتنا وأفكارنا وإرثنا». وعقب كلمتي القصبي والزياني؛ ناقش الوزراء في جلسةٍ مغلقة جدول أعمال اجتماعهم المشتمل على عدة مواضيع، منها خطة الأنشطة الثقافية المشتركة لعامي 2017 و2018. واختُتِم الاجتماع في وقتٍ لاحق أمس.