أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا الإرهاب في مدينة سلا المغربية، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، حكمها بإعدام اثنين من المتهمين بتفجير مطعم أركانة في مدينة مراكش السياحية. وأيدت المحكمة الحكم الابتدائي الذي صدر في وقت سابق في حق المتهم الرئيس عادل العثماني بالإعدام، في الوقت الذي حوَّلت فيه الحكم بالمؤبد إلى الإعدام في حق شريكه حكيم الداح، بعد ثبوت تورطهما في التفجير الذي أودى بحياة 17 قتيلا من بينهم مغاربة وأجانب، وأدى لإصابة أكثر من عشرين شخصا بجروح خطيرة. ووجهت النيابة المغربية ل «العثماني» و«الداح» تهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وعلى سلامتهم، وصنع ونقل واستعمال المتفجرات، خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها». وضربت هيئة المحكمة بقوة حين رفعت سقف أحكام السجن في حق ستة متهمين في التفجير منذ سنتين وأربع سنوات إلى عشر سنوات بعد اتهامهم باتهامات مشابهة، فيما أيدت الحكم الابتدائي القاضي بسنتين حبسا نافذا في حق متهم واحد. وكانت محكمة الجنايات الابتدائية في المحكمة ذاتها أصدرت في 28 أكتوبر الماضي أحكاما ابتدائية تراوحت بين السجن سنتين والإعدام في حق المتهمين التسعة في الاعتداء الذي استهدف مقهى «أركانة» في 28 أبريل الماضي. وكان المتهم الرئيس عادل العثماني نفى خلال المحاكمة علاقته بواقعة الاعتداء، وصرح المتهم بأنه سافر إلى كل من تركيا وليبيا في إطار الهجرة السرية، قبل أن يتم ترحيله من سوريا إلى المغرب٬ معلنا استعداده قبول عقوبة الإعدام التي صدرت في حقه ابتدائيا إذا ثبت تورطه في هذا الاعتداء. بدوره، نفى عبد الحكيم الداح٬ المتهم الثاني في هذا الملف والمحكوم عليه ابتدائيا بالسجن المؤبد، جميع التهم المنسوبة إليه٬ مؤكدا أن معرفته بالمتهم الرئيس تنحصر في علاقات تجارية٬ وأنه سبق له أن سافر إلى ليبيا في إطار الهجرة السرية كما توجه إلى الجزائر من أجل التجارة. وتفيد المعلومات بأن المتهم الرئيس خلال قيامه بالتفجير أخفى هويته، وتنكر كسائح بوهيمي، ووضع شعراً مستعاراً وحمل قيثارة للإيحاء بأنه يعشق الموسيقى، كما وضع آليات التفجير في حقيبتين صغيرتين، ودخل الطابق الأول للمطعم، حيث طلب عصير برتقال، ثم غادر المكان بعد لحظة، وضغط على زر في جهاز استخدمه في التفجير عن بعد، ثم لاذ بالفرار برفقة شخصين في سيارة أجرة أقلته مع شركائه إلى مكان مجهول. وكشف «العثماني» للمحققين بعد القبض عليه أنه مُتشبع بالفكر الجهادي ومنبهر بقيادات تنظيم القاعدة ومشايخ السلفية الجهادية لاسيما أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وعبد الله عزام، وهو ما جعله يحاول في مناسبات عديدة الالتحاق بهم قبل أن يعدل عن هذه الفكرة، ويقرر الركون إلى النشاط المحلي وذلك عبر القيام بعملية إرهابية بالمغرب ضد تجمعات لها رمزيتها وحساسيتها.