(1) لئن كانت الجاهليةُ تصنع أصنَامَهَا من تمرٍ فإذا ما جاعت لم تجد بداً من أكلها على أيّ نحوٍ ساغ لها ثُمّ ما تلبث أن تلتهمَها بشراهة!! فإنّنا ما فتئنا اليوم نقتفي أثرهم ذلك أنّنا ما برحنا نصنعُ: «رموزاً» من ورقٍ – ورِقِّ – فإذا ما سمّنّاهم :(أكلونا)! (2) ألم يكن قبلاً «طارق السويدان» من الذين كانوا نكراتٍ فاشتغلنا عليه (سعودياً) حتى جعلنا منه «علَماً» وحينَ (خرج) فينا ما زادنا إلا خَبالا وأوضعَ خِلالنا يبغي الفتنةَ وفينا «سمّاعون» له (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ* لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ)؟! (3) نحن لم ننفك عن أن نكون حمىً مُستباحاً من شأن أيّ أحدٍ أن يستغفلَنا – متى شاء- حتى تأتينا (الصاقعة) فتُزلزلنا ساعةً من نهار! بيد أنّ ما زال فينا مَن يأبى إلا أن يُعيدَ (المُنتَج) ثانيةً وثالثةً.. وما تفرّق الذين أُتوا (المَغنَم) إلا مِن بعد ما جاءتهم «الثورة» بالبيّنة! (4) لقد كتبتُ عن: «طارق السويدان» من قبل عقدٍ من الزمان وتناولته لاحقاً منذ بدء صدور: «الشرق» ونالتني على إثرها (حملات) جرّمتني وخلعت مِن ثَمَّ عليَّ لباس الفسق زوراً على الرغم من أنّ محصّلة ما قلته عن «طارق» لا تعدو أن تكون كتابةً تأتي في معنى الإبانة عن: «حجمه» ومنتهى مبلغه من: «العلم» وحتى لا أحيل على غائب يمكن لأي أحد منكم أن يقرأ بعضا من تلك الكتابات من خلال هاتين المقالتين: الأولى في: «الوطن» وهي قديمة نسبياً؛ إذ كان نشرها في الإثنين 20 صفر 1427ه وقد حملت هذا العنوان: عمرو.. السويدان.. الجفري.. ثلاثي كوبنهاجن..!! والأخرى كانت قريباً؛ إذ نشرت في: «الشرق» قبل سنوات أربع، وكانت هي الأخرى بعنوان: «السويدان يشتغل مبشراً». وهاتان المقالتان متوافرتان في «النت» وفيهما ما يُغني عن الإعادة في تسويد كتابةٍ عن: «السويدان»، ذلك أنّ ما صدر عنه قبل يومين من: «تغريدةٍ» تؤكّد كلّ ما سبق أن كتبته عنه/ وفيه.. ولقد كانت فيه: «الشرق» سبّاقة يوم أن تحملت تبعات النشر لمقالةٍ لم تُستسغ حينذاك.! (5) وبكلٍ.. فإنّ من لديه أثارة من علمٍ أو كانت لديه قراءة مُتدبرة للقرآن – وما صحً من سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم – لا يُمكن له بأيّ حالٍ أن يقبل تغريدة السويدان (استفتاءه) ذلك أنّها منقوضة بآيات: «الأمن» في القرآن ونصوص: «الأمن» في السنة، وبما أنّ المساحة لا تتيح البسط لهذه المسألة أكتفي بالتذكير بها: * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين). * (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). * (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). * (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). * (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ). وحسبك أنه قد جعل الابتلاء بالخوف من قبيل الفتن فليُتفطّن لهذا المعنى بإضافة هذه الآية إليها: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ). * (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ). أما ما جاء في السنة الصحيحة فكثيرٌ بالمرة، تضطرنا المساحة الاكتفاء بما يلي: * (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ). * (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). * (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا). (6) لا شيء أبتغيه من – القارئ – سوى أن يَعرِض استفتاء السويدان وفق تغريدته التالية: (أيهما تفضّل الأمن مع الذل أم الحرية مع الثورة)!! على ما جاء في الكتاب والسنة عسى أن يتبيّن أيّ شيءٍ هو: «السويدان» ومن اقتفى أثره؟!