عندما تولّى د. حسن أول منصب في حياته (منسق أطباء الامتياز) كان رمزاً للطيبة والتواضع وحب الآخرين وخدمتهم، بينه وبين الكِبر والتعالي كما بين المشرق والمغرب. لكن الحال تغيّر كما هو حال من تولّى أي منصب فقد أسند إليه منصب مدير المستشفى وأصبح الحال غير الحال (فسبحان العاطي الوهاب بعد الشبشب والقبقاب). فقد أصبح الدخول إلى البيت الأبيض أيسر وأسهل من الدخول إلى مكتبه، فهناك حصون وموانع وجحافل من السكرتارية من مدير المكتب إلى مدير مكتب مدير المكتب إلى سكرتير المدير ومدير مكتب السكرتير وسكرتير مدير مكتب سكرتير مكتب المدير (التبس الأمر عليّ ويمكنكم زيارة أحد مكاتب المسؤولين للتأكد). أما الحديث إليه فبمواعيد وربما تكون أطول من مواعيد الطالبين للعلاج بساق الغراب، والويل ثم الويل لك إن سوّلت لك نفسك الأمارة بالسوء أن تستوقفه أو تحدثه في إحدى الممرات بالمستشفى فهناك المساعدون والنواب والمستشارون الذين تحوَّلُوا بفعل فاعل (النفاق) ونصَّبُوا أنفسهم حُراساً شخصيين دون طلب. مرت الأيام كالسنين على الغلابا والمساكين من المرضى والمحتاجين وتم طرد أو إقالة أو خلع أو لنقل أدباً (الاستفادة من خبرته كمستشار) د. حسن بناء على طلبه بالرغم أنه آخر من يعلم. ليعود إلى قواعده كطبيب مهزوما مكسور الوجدان، لتتحول تلك الجيوش من الأصدقاء والمعاونين إلى البراءة والتنصل من تصرفات د.حسن واتهامه بأنه المسؤول عن تردي الأوضاع وأنهم حاولوا نصحه أكثر من مرة ولكنه عنيد بل وصل الحال ببعضهم أن حمدوا الله أن يسّر للمستشفى مديرا فاهما (المدير الجديد) وأنقذهم من جبروت وتحكم د. حسن وعهده الفاشل. وعجبي!