تواصلت ردود الفعل العربية والإسلامية الرافضة للقانون الأمريكي المسمَّى «العدالة ضد رعاة الإرهاب» والمعروف اختصاراً ب «جاستا». وعدَّ وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، رفض الكونجرس الأمريكي فيتو الرئيس، باراك أوباما، على «جاستا» مصدر قلقٍ للمجتمع الدولي الذي تقوم العلاقة بين دُولِه على مبدأ المساواة والحصانة السيادية. وأعلن الصباح أن مجلس الوزراء في بلاده تابع باهتمامٍ وقلقٍ بالغين موقف الكونجرس، معرباً عن تمنيات المجلس إعادة النظر في هذا القانون لتجنب التبعات الخطيرة له. وأكد المجلس، أمس، أن «سن القوانين التي تخل بمبادئ المساواة والحصانة السيادية للدول يعد انتهاكاً للقانون الدولي، ومن شأنه التأثير على كل دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة، كما أنه سيؤثر سلباً على الجهود والتعاون الدولي في مكافحة الارهاب». في ذات السياق؛ أكد مجلس الوزراء القطري، أمس، أن إقرار ما يسمّى اختصاراً ب «جاستا» في الولاياتالمتحدة يمثل انتهاكاً لمبادئ المساواة والحصانة السيادية للدول. وعقب اجتماع المجلس؛ أفاد نائب رئيسه ووزير الدولة لشؤون المجلس، أحمد بن عبدالله آل محمود، بأن «جاستا» يقوِّض الأعراف الدولية المستقرة التي تقوم عليها العلاقات بين الدول، واصفاً إصدار هذا القانون بسابقة خطيرة في العلاقات بين الدول، ومشيراً إلى ما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية. في الوقت نفسه؛ أدانت باكستان بقلق نقض الكونجرس الأمريكي الفيتو الرئاسي الخاص بأوباما ضد إقرار قانون «جاستا»، وعدّته تطوراً خطيراً يستهدف سيادة الدول. وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيانٍ لها أمس، أن «باكستان تنظر بقلق لرفض الكونجرس الأمريكي الفيتو الرئاسي ضد قانون جاستا الذي يستهدف سيادة الدول». ولفتت الوزارة إلى إعرابها في وقتٍ سابق عن قلقها إزاء هذا القانون الذي يجيز للسلطات المحلية الأمريكية العمل خارج نطاق سلطتها. وذكَّر البيان بتشديد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، على أن إقرار أي قانون لمكافحة الإرهاب يجب ألا يستهدف دولاً بعينها، وذلك في كلمته أمام الدورة ال 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت مؤخراً في نيويورك. وكان شريف وصف، في كلمته، الإرهاب بظاهرة عالمية، مشدداً على ضرورة مواجهة المجتمع الدولي له عبر تكامل وتنسيق الجهود. بدورهم؛ عدَّ مؤتمرٌ باكستاني ضمّ علماء دين وسياسيين قانونَ «جاستا» خطراً على الأمن العالمي، مطالبين بإلغائه. وحذر المشاركون في مؤتمرٍ عُقِدَ في إسلام آباد تحت عنوان «وحدة الأمة الإسلامية» من عواقب هذا القانون على الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب. ولاحظوا أن مثل هذه التشريعات التي تستهدف سيادة الدول ستعود بنتائج عكسية على الأمن العالمي وستعزز روح الإرهاب والتطرف. وعدَّ رئيس جمعية مجلس علماء باكستان، الشيخ طاهر الأشرفي، «جاستا» انتهاكاً لمبادئ المساواة والحصانة السيادية للدول وتقويضاً للأعراف الدولية المستقرة. ورأى، في كلمته خلال المؤتمر، أن هذا القانون يستهدف جميع الدول الإسلامية ويهدد الأمن العالمي. وجدَّد الشيخ الأشرفي، في سياقٍ آخر، إدانة علماء بلاده للغارات التي تنفذها قوات نظام بشار الأسد على المدنيين الأبرياء في حلب وباقي المناطق السورية، مطالِباً المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وسريعة لوقف المجازر الجارية بحق الشعب السوري. وعقد الأشرفي مؤتمر «وحدة الأمة الإسلامية» تحت رعاية وزير الشؤون الدينية الباكستاني، سردار محمد يوسف، وبحضور عددٍ من العلماء من مختلف الجمعيات الإسلامية، وسياسيين ومثقفين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.