في عملية نوعيّة، تمكن فريق جراحي في مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية من إنهاء معاناة مريضة بعد تعرضها لحادث مروري نتج عنه ثقب بالجمجمة أصابها بتسرب مستمر في مياه النخاع الشوكي «CSF» واستمر معها 3 أشهر نتج عنه صعوبة إجراء العملية نظراً لخطورتها الشديدة. وقال استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بالمجمع الطبي بالعليا الدكتور شكري حماصني، إن المريضة كانت تشكو من تسرب دائم لمياه النخاع الشوكي من الأنف خاصة عند السجود وأثناء النوم، مشيرة إلى أنها راجعت عديدا من المستشفيات إلا أنها لم تجرَ لها العملية المطلوبة نظراً لخطورتها وصعوبتها. وقال إن المريضة خضعت للفحوصات التشخيصية الدقيقة التي من بينها الرنين المغناطيسي MRI والتصوير الطبقي المقطعي CT scan، حيث جرى رصد ثقب بقاع الجمجمة يبلغ حجمه 83 ملم. وأضاف: تم استدعاء فريق طبي متكامل يضم استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور عبدالله النبهان إلى جانب استشاريي جراحة الأنف والأذن والحنجرة والتخدير، وتم دراسة الحالة المرضية بدقة، ومن ثم تقرر إجراء جراحة دقيقة بالمنظار لعلاج ثقب الجمجمة. وأوضح حماصني أن الفريق الجراحي ركَّب قسطرة قطنية لتخفيف الضغط عن الدماغ من خلال حقن مادة طبية فسفورية تساعد على تحديد مكان ثقب الجمجمة بدقة عالية أثناء العملية، كما تم أخذ غشاء عضلي وبعض الأغشية الدهنية من منطقة الفخذ لاستخدامها فيما بعد في ترقيع الثقب. وتم الاستعانة بالمنظار الجراحي والدخول عبر الجيوب الأنفية، وتم ترقيع كسور الأنف وتعديل الحاجز الأنفي، والوصول إلى قاع الجمجمة وإصلاح وترقيع الثقب بالأغشية الدهنية والعضلية والغضاريف. وحرص الفريق الجراحي على استخدام تقنيات طبية متطورة للتأكد من عدم وجود أي تسرب بالجمجمة وأن إصلاح الثقب تم بشكل دقيق جداً. وُضعت المريضة تحت الرعاية الحثيثة، حتى غادرت المستشفى وهي في أتم صحة وقد زالت عنها الأعراض السابقة. وعن العملية أوضح حماصني أنها تعد إحدى العمليات النوعية الدقيقة التي تحتاج لفريق طبي متكامل من عدة تخصصات، وتجهيزات عالية الدقة أيضاً، معرباً عن سعادته لنجاح الفريق الجراحي في إنهاء معاناة المريضة. ونصح بسرعة التوجه للمستشفيات المجهزة والقادرة على التعامل مع الحالات المعقدة والدقيقة فور حدوث مثل تلك الحوادث، حتى يحصل المريض على الرعاية الطبية الدقيقة والسريعة.