هاجني الشوق وهزتني الذكرى، حين وصلت مدينة ستوكهولم عاصمة السويد قادماً من لندن، مع وفد من نخبة الثقافة والإعلام، فبين هذه الزيارة وأول مرة وطئت فيها قدماي أراضي دول الفايكنج «Viking» الإسكندنافية. أكثر من ثلاثين عاماً، حين ابتعثت من قِبل رئاسة الطيران المدني في دورة طويلة درست خلالها معلومات الطيران في الأكاديمية الملكية بمدينة مالمو في السويد. وتدربت في مطار العاصمة ستوكهولم. كنت في اللحظة التي أخذت فيها مكاني في القطار، مع زملاء الرحلة شارداً.. وروحي تهيم شوقاً لأحبتي الذين فارقتهم في أرض عشقي والتي إليها حقاً يُشد الشوق والحنين.. ونفسي تقول (سقى الله دياراً كانت لي في ثراها فتنة وأشواق، وما عانني في البعد عن أرض عشقتها سوى قلب ما زال يشتاق). الكتابة فيما تختزنه الذاكرة لرحلتي الطويلة في ديار الفايكنج تحتاج لكتاب مستقل، لكن الكتابة عن رحلة النخبة لمدينة أوسلو عاصمة النرويج لها شوق من نوع آخر، بدءاً من حفاوة رجل أصيل يعد رمزاً مشرفاً ومشرقاً للدبلوماسية السعودية في الدول الإسكندنافية سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في أوسلو الأستاذ عصام عابد الثقفي الذي قَدِم الوفد بناء على دعوته للمشاركة في احتفال السفارة باليوم الوطني. رحلتي للدول الاسكندنافية قديماً وحديثاً تحتاج لكي أفْرِدِ لها كتاباً، لكن رحلة النخبة بالفعل لها نكهة وأشواق مختلفة، في بداية الأمر ظننت كما الخريفية للنرويج المشهورة بشتائها القاسي ورؤية الشمس في منتصف الليل، هو الاستمتاع بالأجواء، والمشاركة والتواصل مع الزملاء إلا أن الأمر أبعد من ذلك، فبإضافة إلى تعرفنا أكثر على التجربة النرويجية في التنمية والتخطيط للمستقبل في شتى المجالات، وما يحمله كل واحد منا من أحلام وأشواق لمستقبلنا ونحن نخطط لرؤية 2030. إذ إننا وبعد جولات وحوارات واجتماعات، تبين لنا أننا بالفعل بحاجة ملحة لإعلام خارجي غير تقليدي، تدعمه مثل هذه الزيارات للنخب الثقافية والإعلامية التي تشكِّل الوعي الثقافي والفكري المُؤَلّف من مؤسسات المجتمع المدني للعمل على نقل صورة حقيقية لما تعيشه بلادنا من ازدهار وعمل متواصل من أجل الحضارة والتنمية. وتصحيح ما ترسخ في أذهان الغربيين من أفكار خاطئة عن المملكة والإسلام والمسلمين. هناك تخطيط ممنهج ومبرمج، للإساءة لبلادنا وسياساتها، وهي من أهم الدول التي تحارب الإرهاب، وتتزعم إيران هذه الحملات مع اللوبي الصهيوني لزرع الكراهية للمملكة العربية السعودية، والتحريض على الإساءة لها والانتقاص من الدور الأممي والقومي الذي تقوم به من أجل الأمن والسلام ونبذ التعصب والكراهية. ويشكِّل الإيرانيون في الدول الإسكندنافية وفي الغرب عموماً لوبياً متشيعاً يضم عدداً من المثقفين والإعلاميين العرب والغربيين.مما يجعل المسؤولية علينا أكثر، والدور الذي نقوم به ليس أقل من أن نشكِّل له جبهة قوية للتصدي لهذه الحملات التي تشنها إيران ضمن مخططها الشيعي الصفوي المتعاضد والمتفق مع المخططات الصهيونية لزعزعة أمن المنطقة ونشر الفوضى الخلاقة. وسأكمل الحديث الأسبوع المقبل.