في يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة من عام 1437ه الموافق 23 من شهر سبتمبر للعام 2016م، يُكمل وطننا الغالي المملكة العربية السعودية – حماه الله – عامه السادس والثمانين منذ توحيده على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – فالحمد لله الذي أعزنا بوحدتنا، ورزقنا الأمن والأمان والتقوى والإيمان.. إن اليوم الوطني، يوم توحيد لهذا الكيان العظيم الذي سجل فيه كل مواطن سعودي فخره واعتزازه ومجده في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء والعطاء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبح شامخاً عاليًا له مكانة كبيرة بين الأمم. ففي هذه الذكرى الغالية وهذه المناسبة الكبيرة فإن الكلمات والمعاني تهرع من لساني وتتسارع لتعبِّر عما يدور في خلدي وفؤادي عما سطره العظماء الأوائل من التضحيات والمنجزات والنجاحات كتبت بسطور ذهبية في مجلدات تاريخية عظيمة خالدة وباقية لترى الأجيال كيف وصلت إلى هذا العصر الذهبي عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – التي تركت أثراً كبيراً في القلوب جيلاً بعد جيل، عصورًا مباركة ارتبطت فيها الأرض بالتاريخ والحلم بالحقيقة، وحين أتكلم عن وطني فإنني أتكلم عن الوطن الذي قدم لنا بسخاء في ظل الوحدة والترابط والتماسك، في ظل خليط من سمات الحكمة، والوفاء، والشجاعة، وبعد الرؤية، والتسامح.. التي تشكلت من بنية التاريخ السعودي التي أفرزت على امتداد مراحله ومنذ البدايات الأولى أدبيات الحكم والقيادة، وشكلت فصولها من ثوابت العقيدة الراسخة والقيادة الحكيمة بنهج رصين ورشد مستنير، واستقرت دلالاتها في وجدان المواطن السعودي بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، وقدمته وقائع الانتماء في المجتمع السعودي على امتداد مراحل تاريخه، نموذجاً لكيان قوي كانت القيادة الرشيدة عنصره الأساسي، أسس دعائمها المغفور له الملك عبدالعزيز، وسار أبناؤه من بعده على نفس النهج حاملين رسالته السامية ومعاني الدين الحنيف، ومساندين لقضايا المسلمين في كل مكان، مادين أيدي الخير، والعون للشعوب المحتاجة في أنحاء العالم دونما تمييز. وطني المملكة العربية السعودية نقف نقولها بفخر لكل العالم أجمع المملكة العربية السعودية وطني وطن الخير وطن المحبة وطن العزة والشموخ والكرامة الذي عمره المخلصون من أبنائه وتوسدوا الصبر والأمل، ويشكلون الزمان المقبل بعزيمة في قلوب آمنت بالتوكل على خالقها في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم التي أشرقت بنورها على أرجاء الوطن، ومازال يقدم لنا بسخاء، ويحتضننا بحنان. الوطن كلمة عميقة المعاني مملوءة بالكنوز والأمجاد والفخر والتراث، الوطن، وطني نقولها بفخر واعتزاز وطني..وطني.. موطن الحضارات والمعجزات والتاريخ الإسلامي الكبير، الوطن كنزنا المخبوء في الأرواح وغيمنا الغافي على الجبال، وشمسنا التي تشع بنورها طُرق مستقبلنا المقبل بأمر الله. ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله ورعاهما -، سائلاً الله أن يعيد هذه المناسبة الغالية السعيدة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وبلادنا تسعد بأمنها وأمانها وتفخرُ بمنجزاتها ووحدتها وسيادتها. وكل عام والجميع بخير وعافية.