زار الحجاج المستفيدون من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومسجد قباء وشهداء أحد، فيما التقوا إمام المسجد النبوي الذي حدَّثهم عن أهمية الدعوة. وأتت زياراتهم في إطار برنامجٍ ثقافي أُعدَّ لهم خلال إقامتهم في المدينةالمنورة. وزار الضيوف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، وتجوَّلوا في أقسامه، مطَّلعين على إصداراته ومراحل الطباعة وترجمات المعاني. ثم استمعوا إلى عرضٍ من مسؤولي المجمع عن مراحل سير العمل فيه وإنجازاته، واعتبروه من أبرز الدلائل على تمسك المملكة بالكتاب والسُنَّة اعتقاداً ومنهاجاً وقولاً وتطبيقاً. وتضمَّن البرنامج الثقافي، الذي أعدَّته الأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، زيارة مسجد قباء والصلاة فيه والتعرف على تاريخ عمارته وأهم المعالم الإسلامية فيه. وشارك الرسول- صلى الله عليه وسلم- في بناء المسجد مع أصحابه. ثم جدَّده الخليفة الثالث عثمان بن عفان- رضي الله عنه- وزاد فيه. وعندما اعتراه الخراب؛ جدَّده الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عندما كان أميراً على المدينةالمنورة وأقام له مئذنة عام 87/ 93 ه. وتوالت التوسعات على قباء وصولاً إلى العهد السعودي الذي تمت فيه أكبر توسعة للمسجد ليستوعب 20 ألف مصلٍ، فيما خُصِّص الجزء الشمالي منه للنساء بطاقة استيعابية تصل إلى 7 آلاف مصلية. إلى ذلك؛ زار ضيوف برنامج خادم الحرمين شهداء أحد، حيث استمعوا إلى قصة المعركة. فيما التقوا، في فندق كراون بلازا المدينةالمنورة، إمامَ المسجد النبوي الشريف عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة، الشيخ عبدالله البعيجان. وتحدث البعيجان عن أهمية الدعوة إلى الله خصوصاً أن من بين الضيوف دعاة ومعلمين وأساتذة جامعات. واعتبرَ الدعوةَ من الأسباب المعينة على الثبات على الدين. وشدد على أهمية الاعتناء بدعوة غير المسلمين، مع تذكير المسلمين بأهمية العمل الصالح وترك البدع والمنكرات والمعاصي. ولفت البعيجان إلى ضرورة حسن استغلال الزمن والأعمار وعدم التفريط فيهما. وقال للضيوف إن «المحافظة على الوقت تتطلب معرفة أين وكيف يُصرَف، والدعوة إلى الله هي أفضل مصرِفٍ للوقت.. كما أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، فهي من واجبات هذا الدين ومن صفات هذه الأمة، فأمة محمد هي خير أمةٍ أُخرِجَت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر»، معتبراً برنامج ضيوف خادم الحرمين أحد مظاهر الدعوة إلى الله، كونه يجمع مسلمين من شتى بقاع الأرض ويتيح التواصل مع العلماء ومناقشة أمور الأمة الإسلامية. ورفع البعيجان الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على عنايته بالإسلام والمسلمين. وتشرف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على برنامج الضيوف، وتتعاون مع هيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين الشريفين لعقد أنشطة في إطاره. وغادر 300 من ضيوف البرنامج، البالغ عددهم 2400 حاج وحاجة من 61 دولة، المملكة أمس، عائدين إلى أوطانهم بعدما أدوا المناسك. وكان في وداعهم، لدى مغادرتهم مقر إقامتهم في المدينةالمنورة، الأمين العام للبرنامج، عبدالله المدلج، ومساعد الأمين العام رئيس لجنة المدينةالمنورة، يوسف الحميد، وعدد من رؤساء وأعضاء اللجان. ومن المقرر اكتمال مغادرة باقي الضيوف خلال اليومين المقبلين بحسب جدول الرحلات المعد لسفرهم. وأشاد المغادرون بمنظمة الخدمات المتكاملة التي وفرتها المملكة لهم وبالمشاريع العملاقة في الحرمين، ما كان له أكبر الأثر في إتمامهم مناسكهم في كل يسرٍ وسهولة، مبتهلين إلى الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، خير الجزاء بعدما مكَّنهم- بعد الله تعالى- من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، سائلين الله أن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسناته وأن يتقبَّل منهم حجهم وصالح أعمالهم.