(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت). صدق الله العظيم.. احتلت سباقات الإبل مكانة مرموقة عند الإنسان العربي قديماً، ولا يزال لها من ذلك حظ وفير عند كثير من الناس في العصر الحاضر، وأياً كان الأمر اليوم فإن سباق الهجن يعد منشطاً رياضياً ثقافياً اقتصادياً ذا بعد يتوافق مع الأثر والتاريخ السعودي، كما أن سباق الهجن يعد انطلاقة جنونية للمتنافسين والجمهور صوب خط النهاية ينتظر الفائز منه، في خضم أصوات التشجيع التي تتعالى، فالجمل بالفعل سفينة للصحراء، وهو الوصف المثالي الذي ينطبق عليه من حيث مظهره وهو يطأ الثرى وكأنه بالفعل سفينة تمخر عباب الرمال، وعلى الرغم من التطور الحضاري والعمراني الذي شهدته البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، وما أدى إليه ذلك من تغيير في عادات الغالبية من الناس وتخليهم عن الوسائل التقليدية إلى استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في مختلف مجالات الحياة، إلا أن أبناء المملكة العربية السعودية لا يزالون يرتبطون بتراثهم. وتبقى جهود المملكة العربية السعودية تحت رعاية سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد بن جلوي آل سعود واضحة من خلال برامج تبني سباقات الهجن التي أصبحت ومضات مشرقة في طريق العودة إلى التراث، ومن خلال الطفرة الهائلة والدعم المطلق لرياضة الهجن المادي منها والمعنوي، فيرصد المنظمون تحت رعاية سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد بن جلوي آل سعود للسباق جوائز عينية ومالية كبيرة يقدمها محبو هذه الرياضة الأصيلة دعما منهم وتشجيعا للمشاركين من داخل وخارج المملكة. إن المملكة العربية السعودية تحفل بعديد من الميادين لسباقات الهجن، ومن أبرز تلك الميادين «ميدان الطائف»، و«ميدان الجزيرة في الأحساء» الذي يعد من أقدم ميادين السباق على مستوى المملكة وأشهرها، وتتميز سباقاته بالتنظيم الجيد والمشاركة الفاعلة من دول الخليج العربي ويجمع دول الخليج في المسابقات والمشاركات الرياضية، وكذلك «ميدان الملك فهد في النعيرية»، و«ميدان نجران». وهنا نقف وقفة عابرة على نقص بعض الخدمات في معظم الميادين، ولكن نخص بالذكر ميدان الجزيرة في الأحساء؛ حيث يعاني من ضعف في شبكة الاتصالات وسفلتة وكهرباء وغيرها، وحيث إن هذه الخدمات تخدم الميدان وملاك الهجن ذلك لكثافة عدد الهجن في الميدان؛ لذا نناشد سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد بن جلوي آل سعود بتوفير هذه الخدمات بأسرع وقت ممكن، وذلك للحاجة الماسة لتلك الخدمات التي حرم منها ميدان الجزيرة في الأحساء، خاصة أن ميدان الجزيرة يعتبر ميداناً رسمياً ومهماً ضمن عدة ميادين رئيسة في المملكة. كما لا يفوتنا أن نهنئ الفائزين في سباق ميدان الجزيرة الأخير بتاريخ 1437-12-8ه لسن الكبار ألا وهم: هجن الرئاسة، والشاهينية، والمازح ملك راشد بن مقارح المري. وفي الأخير أود أن أذكركم بأن رياضة سباق الهجن في المملكة العربية السعودية من الرياضات التي أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين جل الاهتمام، وذلك بإنشاء ميادين السباقات في جميع مناطق المملكة والاهتمام بها وحفظها من الاندثار، وها هو ذا الأمير عبدالعزيز بن سعد بن جلوي آل سعود يكمل المسيرة المشرقة بالتفاني وتقديم العون والدعم. كما أود أن ألفت الانتباه للدول الرشيدة في الخليج العربي بدعم هذه الرياضة التي تعتبر إرث الآباء والأجداد. وقبل أن أختم أحب أن أشكر الرجل المخلص «مقبل عبدالكريم الأسعدي» لهذه الرياضة، الذي زودني بكثير من المعلومات عن الهجن وملاك الهجن، مما حببني ودفعني إلى الكتابة عن هذه الرياضة، وأعدكم بمقالات موسعة عن احتياجات ملاك الهجن، ونشرة كاملة عن جميع الميادين في المملكة والخليج العربي. همسة: سباق الهجن تاريخ الأجداد. الخلاصة: يا سمو الأمير.. والحلم الكبير عبدالعزيز بن جلوي حنا الظماء.. وأنت الغدير ومن لمسة يدينك نرتوي.