الحج رسالة عظيمة في الدين الإسلامي، ولعظمته أمر الله به واجباً على كل مسلم ولو مرة واحدة في العمر واستثنى من ذلك من لم يستطع إليه سبيلاً. عقلاء إيران يدركون أن المملكة العربية السعودية لا تدخر جهداً إلا وقدمته لضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- ومن بعده في عهود أبنائه الملوك إلى العهد الحالي، عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ولكن عقدة الجنس لدى الفرس تجعل لديهم حساسية الكراهية تجاه العرب، هذه العقدة ليست حديثة النشأة ولكن جذورها تمتد إلى العصر الجاهلي عندما دارت حرب ذي قار بين العرب والفرس، وانتصر العرب عليهم انتصاراً عظيماً، ثم إلى عهد الفتوحات الإسلامية عندما أسقط سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مملكة فارس العظيمة، وقد انتقم الفرس منه عندما اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي بطريقة الغدر بعدما عجز عن قتله بطرق الشجاعة والرجولة. في العهد الأموي انتشرت الشعوبية، وهي كراهية الجنس العربي، وبدأ ذوو الأصول الفارسية ببث سمومهم داخل مفاصل الدولة الأموية، وشرع شعراؤهم وأدباؤهم في نشر أدبيات الشعوبية، ومع الأسف الشديد فإن العنصر العربي لم يكن على الدرجة المناسبة من وعي الواقع والشعور بخطورة هذه الكراهية العرقية تجاههم. لذا نجد أن الإشكالية الفارسية عرقية وليست دينية كما يدعون، ومسألة الحسم العسكري التي كان العرب يتمتعون بها من العصر الراشدي إلى عهد صدام حسين لم تعد موجودة الآن، ولذا يسعى الفرس إلى إنهائها بشكل لا تستطيع العودة به في المستقبل بأي شكل من الأشكال. وأخيراً، لم يبق للعرب اليوم سيف شامخ إلا سلمان بن عبدالعزيز، اللهم انصره عليهم وأيده بنصرك العزيز ومكن للعرب والمسلمين يا رب العالمين.