تراجعت أسعار النفط بما يصل إلى 3 % أمس بعد أن عدل المستهلكون والمنتجون توقعاتهم على نحو يشير إلى استمرار تخمة المعروض العالمي من الخام لفترة أطول من التكهنات السابقة. وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة إلى البلدان المستهلكة إن تباطؤاً حادّاً في نمو الطلب على النفط وتضخم المخزونات، وتنامي الإمدادات يعني استمرار تخمة المعروض حتى نهاية النصف الأول من 2017 على أقل تقدير. وجاءت تعليقات وكالة الطاقة بعد توقعات من منظمة البلدان المصدرة للبترول أمس الأول، أشارت على نحو مفاجئ إلى تنامي الفائض في العام المقبل، بسبب حقول جديدة في الدول غير الأعضاء وصمود شركات النفط الصخري الأمريكية لفترة أطول من المتوقع في وجه الخام الرخيص. وقال مدير استراتيجية السلع الأولية في «كومرتسبنك» يوجين فاينبرج «يبدو أن الوضع تدهور بشدة في نظر أوبك ووكالة الطاقة.. لن أندهش لرؤية استمرار ضعف السعر على هذا النحو لبعض الوقت لأن هذا لم يكن متوقعاً من وجهة نظرنا». وأثر ارتفاع الدولار أيضاً على الخام والسلع الأولية الأخرى المقومة بالعملة الأمريكية، حيث أصبحت أعلى تكلفة لحملة العملات الأخرى مثل اليورو. وتراجعت سوق الأسهم الأمريكية أكثر من 1% مما ساهم في أجواء المراهنة على انخفاض الأسعار. وبحلول الساعة 15:26 بتوقيت جرينتش تراجع خام برنت دولاراً واحداً بما يعادل 2% إلى 47.32 دولار للبرميل. ونزل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.25 دولار أو 2.7 % إلى 45.04. ورغم انهيار أسعار النفط وما ترتب عليه من تقلص الاستثمارات، فإن إنتاج الخام العالمي مازال في صعود، ولكن ليس بالوتيرة السريعة التي شهدها عام 2015. وتضرر المنتجون مرتفعو التكلفة خارج منظمة «أوبك» تضرراً شديداً. غير أن أوبك عوضت هذه الخسارة حيث زادت كل من السعودية وإيران إنتاجهما أكثر من مليون برميل يوميّاً منذ أواخر 2014 حينما غيرت المنظمة سياستها إلى الدفاع عن الحصة السوقية بدلاً من دعم الأسعار. وتتوقع أوبك أن يبلغ متوسط الطلب على نفطها 32.48 مليون برميل يوميّاً في 2017 بانخفاض قدره 530 ألف برميل يوميّاً عن تقديراتها السابقة.