تسببت عناصر تابعة للشرطة السودانية أمس الأول في وفاة المواطنة عوضية عجبنا بطلق ناري أمام عائلتها، واعتدت الشرطة على جدتها المسنَّة وأشقائها، وهو ما اعتبره معارضون وناشطون سودانيون هدية من الحكومة للمرأة في عيدها العالمي.وتحرت عدة سيارات تابعة ل «شرطة أمن المجتمع» إلى مقارها دون إسعاف المواطنة عوضية عجبنا التي أفرغ ضابط برتبة الملازم رصاصات مسدسه في جسدها.وأشعل اغتيال «عجبنا» الغضب وسط الشارع السوداني، وسارعت القوى المعارضة في البلاد لتوظيف الحادثة لكسب عطف الشارع، ودعت المعارضة المواطنين للخروج في انتفاضة تطيح بحكومة الرئيس عمر البشير وحزبه المؤتمر الوطني.ويُعرف عن شرطة النظام العام في السودان، المعروفة باسم «شرطة أمن المجتمع»، استفزازها للمواطنين وإهانتهم، ويتسم السواد الأعظم من عناصر الشرطة بالافتقار للتعامل مع السودانيين برقي، ويميل معظمهم إلى سب المواطنين بأقذع المفردات.ويرجح عددٌ من الخبراء السياسيين أن تتسبب شرطة أمن المجتمع في إشعال شرارة الثورة القادمة في السودان. إلى ذلك، قالت حركة القوى الديمقراطية «حق» إن الشرطة السودانية أهدت المرأة في يومها العالمي اغتيال سيدة سودانية ب «وحشية»، واعتبرت الحركة أن شرطة أمن المجتمع أقرب إلى رجال الحسبة، واتهمتهم بالجهل بجوهر الدين والافتقار لأبسط أدبيات التعامل مع الجمهور، والتي يفترض أن يتحلى بها المحتسبون.ونددت حركة «حق»، في بيانها، باغتيال مواطنة سودانية في يوم المرأة العالمي، واعتبرت أن الحادثة تكشف مدى إقصائية النظام للنساء ونظرته لهن، وذكَّر البيان بما أسماه جرائم النظام ضد النساء في دارفور، وجنوب كردفان والدمازين. في غضون ذلك، ارتفعت حدة المطالبات بحل شرطة أمن المجتمع، وانتقد ناشطون سودانيون بيان المكتب الإعلامي للشرطة، والذي جاء فيه أن الأمن أطلق النار في الهواء مما أدى لوفاة مواطنة، ووصف الناشطون البيان بأنه هزيل ولا يحترم عقول المواطنين. وأجمع ناشطون على أن الحال الذي وصلت إليه الشرطة يحتم الشروع في إعداد خطة واضحة لإعادة هيكلة الشرطة السودانية وصياغة عقيدة أمنية جديدة لها تقوم على احترام حقوق الإنسان.