وقَّع مساء أمس عدد من المؤلفين كتبهم في معرض الرياض الدولي للكتاب. وكان في مقدمتهم الدكتور فهد العرابي الحارثي، الذي أكد في تصريح خاص ل”الشرق” أن المعرض يُعد تظاهرة ثقافية كبيرة. وقال: “بلاشك أن هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة في كل عام تزداد نضجاً، حيث كانت في البداية تٌعد ظاهرة وثقافة جديدة على المجتمع السعودي، وأراح الكثير من الذهاب إلى البلدان الأخرى لجلب كتب، أو الإطلاع على الإصدارات الجديدة، ولكن مع وجود هذا المعرض بدأت تتوَّلد لدى المجتمع ثقافة جديدة، وهي “ثقافة المعارض”، ولهذا أنا شديد التفاؤل حقيقة، وأتمنى أن تقام مثل هذه المعارض في كل مدن المملكة، أو على الأقل في المناطق الرئيسة، مثل جدة، والمنطقة الشرقية، والقصيم، وغيرها من مناطق المملكة، فهي تزيد من رفع المعرفة لدى الناس في شتى المجالات”. وبسؤاله عن المعايير التي توضع لفسح أي كتاب وعرضه داخل المعرض، قال: “هذه أمور رسمية ليس لدي معلومة عنها، ولكنني أؤمن بأن الكتاب ثقافته مختلفة عن المنصات الثقافية والفكرية الأخرى، بمعنى أن هناك وسائل جماهيرية، مثل المواقع الإلكترونية، والصحافة الورقية، وإذا كان هناك تخوف فقد يكون مبرَّراً إلى حد ما، ولكن الكتاب له جمهور نخبوي، ولا أظنه يخضع للتأثيرات ببساطة، ويجب أن تكون الثقة فيه أكثر، ومن يتعامل مع الكتب فقد وصل إلى مستوى عقلي ثقافي يمكنه من فرز السيء من الحسن والجيد من الرديء”. وعن الثورة الاتصالية التي حصلت، ومدى تأثيرها على الكتاب، قال “لا أعتقد أن لها أثراً، فهي تخدم الكتاب بشكل كبير”. وفيما يتعلق بتأخر إصدار كتابه “هؤلاء وأنا”، قال: “كنت متردداً، ولكن بعد تفكير طويل أحسست أنه يوجد لدي أشياء كتبتها على فترات متباعدة تستحق أن يراها الناس، وكانت حول أسماء أو شخصيات معينة اتصلت معها فكرياً، أو ذهنياً عن طريق الاتصال الشخصي المباشر، أو عن طريق المعرفة والإطلاع على منتجاتهم الأدبية والفكرية، وشعرت بأنه من الممكن وضعها في كتاب”. وعن اختيار الشخصيات والأسماء التي تطرق إليها في الكتاب، قال: “هناك من وجَّه اللوم لي بعدم التطرق إليهم في الكتاب، وأود القول إن ما كتبته ليس سيرتي الذاتية لأكتب عن كل من تواصلت معهم، كما أنها ليست سيرة غيرية، ولكنها مواقف مثقف، أو كاتب، عن شخصيات يلتقي معها في فكر معيَّن، ويختلف معها في أمر آخر، وقد يكون هناك جزء ثانٍ، أو ثالث للكتاب، كما أنه ليس كل من كتبت عنهم مشهورون، ولكن جذبتني لهم مواقف معينة لهم”. وكان المعرض شهد عدداً من التواقيع، فبالإضافة إلى الحارثي وقَّع الدكتور صالح الحمادي “المسافر”، والكاتب عبده خال “لوعة الغاوية”، والدكتور يوسف الطيب “أناشيد من بينانغ”، والدكتور خالد المنيف “موعد مع الحياة”. وحظي توقيع الكاتب عبده خال بتهافت كبير من قبل زوار المعرض، ما سبَّب ازدحاماً عند المنصات المخصصة للتوقيع، وكان من بين الحضور أثناء توقيعات الكتب الفنان بشير غنيم”. د. صالح الحمادي وماجد التويجري
عبده خال يستعرض روايته (لوعة الغاوية) مع أحد الزوار