دعت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، المجتمع الدولي والحكومات الغربية إلى تقديم قادة نظام ولاية الفقيه إلى محاكم دولية لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في إيران، وخاصة مجزرة إعدام 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 واشتراط أية علاقة مع هذا النظام بإيقاف الإعدامات، بحسب كلمتها التي أرسلت ل «الشرق». واستنكرت رجوي في كلمتها أمام ندوة الجاليات الإيرانية في أوروبا التي عقدت في باريس أمس، الصمت والخمول من قبل الغرب حيال استمرار الجريمة ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام الاستبدادي الحاكم في إيران. وأكدت رجوي أن الوقوف بوجه انتهاكات حقوق الإنسان في إيران هو من مسؤوليات الحكومات الغربية ولا يخص الإيرانيين فقط. واعتبرت رجوي أن التطرف والإرهاب النابع من هذا النظام استهدف المواطنين العزل في نيس أو باريس أو بروكسل أيضاً. وأقيم اليوم الأول من الندوة أمس التي ستستمر على مدى يومين بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية الغربية والدولية الذين سيتحدثون في هذه المناسبة ومنهم أد رندل رئيس اتحاد الحزب الديمقراطي الأمريكي في يوليو 2016 والحاكم السابق لبنسلوانيا، وبرنارد كوشنر وزير الخارجية الفرنسي السابق ومؤسس أطباء بلا حدود، وأسترون إستيفنسون رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق، والدكتور طاهر بو مدرا الرئيس السابق لحقوق الإنسان للأمم المتحدة في العراق والمسؤول عن ملف مخيم أشرف في الأممالمتحدة. ومن بين المتحدثين أيضاً مهدي سامع رئيس لجنة الصناعة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والناطق باسم منظمة فدائيي خلق الإيرانية، والسيد كاك بابا شيخ ممثل منظمة خبات في كردستان الإيرانية، والسيد ياسين الأهوازي ممثل حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي. واجتمع مئات من ممثلي الجاليات الإيرانية من مختلف البلدان الأوروبية ليطلقوا حملة كبيرة للجاليات الإيرانية لمقاضاة المسؤولين عن مجزرة عام 1988 ووقف الإعدامات في إيران. وشرح عدد من ذوي المعدومين وعدد من السجناء السياسيين المحررين تجاربهم وذكرياتهم عن هذه الكارثة المروعة وسجون النظام العائدة إلى القرون الوسطى. وأشارت السيدة رجوي إلى نشر التسجيل الصوتي للسيد منتظري حول مجزرة عام 1988 وأضافت قائلة: إن هذا الحدث أثار لدى الشعب الإيراني موجة من الغضب والاحتجاج والتساؤل وحركة عارمة لمقاضاة المجرمين. وأضافت أن الخوف من حالة التزعزع التي أخذت تتوسع داخل النظام ومبدأ ولاية الفقيه بين الناس وزيادة الدعم لمجاهدي خلق، وأشارت رجوي في كلمتها إلى أن قضية إعدام السجناء قد أحدثت شرخاً داخل المجتمع والنظام وأحدثت تصدعات عديدة داخل النظام بعد رفض كبار الملالي الدفاع عن الفتوى اللاإسلامية القاضية بارتكاب المجزرة. وخاطبت مريم رجوي قادة النظام الذين مازالوا يدافعون عن هذه الجريمة المروعة قائلة: لو لديكم الجرأة فانشروا في وسائل الإعلام التابعة لكم والتلفزيون الرسمي نص فتوى خميني ليطلع عليها الشعب الإيراني. كما دعت إلى نشر محاضر جلسات محاكمة الضحايا وتقديم أوراق وصية الشهداء إلى عوائلهم وإعلان قائمة كاملة تتضمن أسماء الشهداء وعلامات قبورهم التي بقيت طي الكتمات إلى الآن، بالإضافة إلى إعلان أسماء أعضاء لجان الموت في كل المحافظاتالإيرانية. ونوهت السيدة رجوي بأن مقاضاة المسؤولين عن مجزرة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 تشكل حلقة من معركة إسقاط النظام داعية عموم أبناء الشعب الإيراني إلى المناصرة والتضامن من أجل توسيع نطاق هذا الحراك. وأقيم في موقع الندوة معرض ضم صوراً مدهشة عن السجناء المعدومين ومعلومات تتعلق بآمري هذه الكارثة المروعة حيث لاقى إقبالاً من المشاركين.