توغلت قوات مدعومة من تركيا في عمق الأراضي السورية أمس ما أثار انتقادات من الولاياتالمتحدة، التي قالت إنها تشعر بالقلق من أن يكون الصراع على الأرض قد حاد عن استهداف تنظيم داعش. وفي بداية الهجوم التركي عبر الحدود، المستمر منذ أسبوع وحتى الآن، وفرت الدبابات والمدفعية والطائرات المقاتلة التركية لحلفائها من المعارضة السورية القوة النارية اللازمة للسيطرة السريعة على مدينة جرابلس الحدودية من تنظيم داعش. ومنذ ذلك الحين تقدمت القوات التركية بالأساس داخل أراضٍ تسيطر عليها قوات متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية وتدعمه واشنطن في قتال التنظيم المتشدد. وقال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف المناهض لتنظيم داعش «نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات، في المناطق التي لا وجود لداعش فيها، غير مقبولة ومبعث قلق بالغ». ونقل حسابه الرسمي على «تويتر» عن بيان لوزارة الدفاع الأمريكية قوله «ندعو كل الأطراف المسلحة إلى التوقف». وقالت تركيا إن مقاتلاتها ومدفعيتها قصفت مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في الأيام الأخيرة. وتتهم أنقرة القوات الكردية بالسعي إلى الاستيلاء على أراضٍ لم تكن تقليدياً تضم أكراداً. وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة: «إن وحدات حماية الشعب ضالعة في تطهير عرقي». وطالب هذه القوات بالتحرك فوراً إلى شرق نهر الفرات. ورفضت وحدات حماية الشعب المزاعم التركية قائلة إن القوات التي كانت موجودة غرب الفرات غادرت منذ فترة طويلة. وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، إن الولاياتالمتحدة طالبت وحدات حماية الشعب الكردية بالعودة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات لكن واشنطن تتفهم أن ذلك «حدث إلى حد كبير». ولم تكشف تركيا ما إذا كانت تخطط لإقامة «منطقة عازلة» في المنطقة التي تقاتل فيها شمال سوريا. وتقع المنطقة بين مقاطعات يسيطر عليها الأكراد شرقي الفرات وأخرى إلى الغرب قرب البحر المتوسط.