يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم في شهر ذي الحجة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. وكما أن التكليف لا يستثني أي فئة من الناس فكلهم سواء، هناك فئة قد تكون شبه مهمشة أو منسية، هم فئة العمالة التي تكون تحت كفالة كثير من أفراد مجتمعنا، أخص هنا العاملات المنزليات، اللاتي يعشن معنا وبيننا ونأمنهن على كل أمورنا في المنزل، أهمها أرواحنا وأبناؤنا؛ لاشك أن المسلمات منهن يرغبن في أداء فريضة الحج، خاصة لمن لم يسبق لهن تأديتها، ومكثن مدة زمنية طويلة مع كفيلاتهن في المملكة؛ لذلك نجد الواحدة منهن تفكر وتنوي أداء الفريضة، خصوصاً إذا اقتربت فترة خدمتها من الانتهاء والخروج النهائي. ولأن معظمهن لا يملكن تكاليف حملات الحج، ويقمن بإرسال رواتبهن أولا بأول نهاية كل شهر لأهلهن وذويهن، بالتالي لا يملكن مبلغاً يساعدهن على أداء الفريضة، التي تختلف تكاليفها من مدينة إلى أخرى، حسب البعد والقرب من المشاعر، فكيف لهذه العاملة المسلمة أن تؤدي فريضة الحج التي لم يسبق لها أداؤها من قبل، وأصبح هذا حلما تتمنى تحقيقه قبل مغادرة المملكة نهائيا؛ وبناءً على شروط أداء فريضة الحج المعروفة نصاً وتفصيلاً، أحدها حج المسلم من حُرّ ماله. وبما أن العاملة المنزلية لا ينطبق عليها هذا الشرط وهو شرط القدرة المالية!! وبناءً على تساؤل إحدى العاملات المنزليات التي ترغب في أداء فريضة الحج، ويرفض كفيلها دفع تكاليف حجها مع علمه بحاجتها إلى مال للحج، مستندا إلى فتوى أحد أهل العلم والفتوى المعروفين بالمملكة الذي أجابه أنه يجب أن يكون حجها من حُرّ مالها!! فأنى وكيف لهذه العاملة المسلمة أن تؤدي فريضة الحج، لتوفي الركن الخامس الواجب عليها، مع علم كفيلها أنها لا تملك المال الكافي لذلك؟؟ ألا يتوجب علينا كمسلمين أن (نعين ونعاون) هؤلاء العمالة المغتربة عن وطنها، التي تركت أهلها وأولادها ووطنها لتقوم بخدمة كفيلها؟؟ فلماذا لا يكافئها بمبلغ من المال عرفاناً بجهودها، وامتناناً لأمانتها، ويكون هذا العطاء بنية الهبة أو الصدقة، لينال الأجر والثواب خاصة العاملة المنزلية المخلصة لكفيلها، التي يرى فيها الكفيل استحقاقها للهبة والمكافأة ولم يسبق لها الحج، وهي بدورها تتصرف به لتقدمه لمؤسسات الطوافة لتؤدي فريضة الحج المكلفة بها، ونكون بذلك قد أدخلنا الفرح والسرور عليها! فهلا فعلنا وكسبنا – مع إخلاص النية – أجرا من الله عظيما؟