يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ مطلع القرن الجاري، تصر على أن تنتخب في كل مرة رئيسا استثنائيا لا يشبه من قبله. جورج بوش الصغير – كما كان يسميه الراحل صدام حسين – هو أول رئيسٍ يحمل اسم رئيس سابق، ويعطي جمهوريات الموز والاستبداد في منطقتنا العربية الذريعة لأن يخلف الابن والده رئيسا للجمهورية، وهو ما فعله الأسد الابن قبل ذلك حين رحل الوالد في صيف 2000 وبشر المبشرون بنظامه وإصلاحاته حينها بأن واشنطن تستلهم التجربة السورية وهو ما كاد يفعله في وقت لاحق الرئيس العراقي مع ابنه قصي والرئيس المصري مبارك مع ابنه جمال والرئيس اليمني المخلوع صالح مع ابنه أحمد. جمهوريات العرب أسوأ من الأنظمة التي سبقتها وادعت الثورة عليها فالقذافي المجنون خلف الملك العاقل والعادل السنوسي الذي وحد ليبيا من أقاليمها الثلاثة إلى دولة واحدة استعجل على خرابها عقيد مجنون مع زمرة مجنونة. هذا الأمر الذي كان يجب أن يعيه رئيس مثل أوباما أول رئيس من أصول إفريقية للولايات المتحدةالأمريكية فرح به كثيرون في العالم العربي والإسلامي إلا أن السوء بعده زاد ولم ينقص لأن الأمم التي لا تعتمد على نفسها وتعتد بإرثها وقيمها ستظل وحدها تجني الخسائر في عالم سريع التغير. هيلاري كلينتون بدورها ستكون أول سيدة تطأُ قدماها البيت الأبيض كرئيسة للجمهورية الأقوى في العالم، وهي مع أوباما من صنعا بعض صور هذا المشهد الضبابي من حولنا إلى جانب الأسباب المحلية والإقليمية في دول ما عرف بالربيع العربي، لذا يبدو التغير في الموقف الأمريكي أمرا بعيد الحدوث إن لم تحدث مفاجأة ينتصر فيها المرشح الجمهوري ترامب الذي يحمل خطابا عنصريا شديد التطرف. لذا فاستباقا أقول: كمواطن عربي سعودي – يا فخامة الرئيسة هيلاري كلينتون لا نرجو شيئا منكم، نريد فقط بلادنا العربية على علاتها التي فككتموها مع شركائكم المحليين والإقليميين منذ انهيار البرجين في سبتمبر 2001 واحتلال العراق وتقسيم سوريا وقبلها السودان.