الحدث الأكبر الآن على الساحة العالمية هو الألعاب الأولمبية القائمة في البرازيل، وهي خليط جبار من الحرب الباردة والاقتصاد وروح الشباب والدموع. وحقيقةً.. كممارسة للإعلام تخجلني التغطيات الضعيفة والسطحية لأحداث ريو، وكأنه عندما تغيب كرة القدم يغيب الحدث!، وهذا الأمر ينطبق حتى على الحماس الجماهيري ومتابعته للفعالية الذي اقتصرها على انتقاد المشاركة النسائية في البعثة السعودية، فغاب الحديث عن أهمية خلق تنوع رياضي لدى النشء وغاب الحديث عن أهمية صناعة الأبطال الأولمبيين، وغاب الحديث عن توقيت الانتقال من شرف المشاركة لحمى المنافسة، غاب الكثير وحين تنهي هذه الدورة حتى القليل الذي تم الحديث عنه سيتوارى خلف مغبة التجاهل والنسيان. وحتى نفهم أهمية الحدث على صعيد أكبر لنترك البعثة السعودية جانباً، فهل تعلمون مثلاً أن أمريكا والصين وروسيا لا يزالون يخوضون حربا باردة عتادها جموع من الرياضيين يتنافسون لجمع أكبر عدد من الميداليات، لا يهم كم جنسية منحت لرياضي متفوق تم استقطابه ولا يهم كم طفلاً انتزع من حضن الأمان ليعيش في كنف المربين الصارمين القادرين على صناعة الرياضي المعجزة الذي يصعب هزيمته، ولا يهم كم هي ميزانية إعداد بنية أولية للرياضات المتعددة في هذه الدول وإلا ستفرخ كل عام رياضيين جددا يمكن ضمهم للنخب الأولمبية. الأمر ليس متروكا للصدفة ولا لقرار شخصي من لاعب يهوى رياضة ما، الأمر صناعة عظيمة تخلق تفوقا شعبويا ومداخيل مهولة للمنتخبات والرياضيين تمنحها الشركات الراعية وتعادل ميزانيات دول. وتأكيداً على أن الرياضة حاجة وليست ترفا وعلى قيمة الفوز الأولمبي في منح حاصديه الشعور بالتفوق، فقد أنشئ في هذه الدورة منتخب للاجئين قوامه 10 لاعبين يمثلون أكثر من 60 مليون لاجئ حول العالم، ينافسون تحت العلم الأولمبي وترعاهم اللجنة الأولمبية بنفسها! جمان: اعقدوا مقارنة بين مباراة السوبر في لندن والبعثة السعودية في ريو من حيث التغطية الإعلامية والرعاة والمتابعة الجماهيرية، وإن كان نفسكم طويلا في المقارنة فيمكنكم عد النخب السعودية الحاضرة في مباراة السوبر وأنا أخبركم أن نخب ريو أقل من خمسة أشخاص!، وبعدها أخبروني متى سنأخذ الأمر على محمل الجد!؟