حمل الباحث العراقي الدكتور رشيد خيون الإسلام السياسي المسؤولية في تفجير الأزمة الطائفية، التي يمر بها العراق. وأكد أن المجتمع العراقي لا يعرف الطائفية وأنه متعايش بجميع فئاته، وطوال تاريخه، وأن الإسلام السياسي لابد أن يكون طائفياً، موضحاً أنه من المؤيدين لفكرة «فصل الدين عن الدولة». وأوضح خيون، خلال محاضرة له بعنوان «الوضع الراهن للثقافة العراقية»، ألقاها صباح أمس، في «خميسية» الجاسر بالرياض، أن الجريمة الدولية، وفترة الحصار، التي شهدها العراق في تسعينيات القرن الماضي، حولت العقل العراقي إلى تراب، وتحول أساتذة الجامعات إلى سائقي «تاكسي» وعمالاً في المطاعم، وصدرت قرارات بمنع إخراج الكتب من العراق، وطغى النفاق على المشهد الثقافي، مستشهداً بإطلاق محمود درويش لقب «وزير الشعراء» على وزير الثقافة العراقي لطيف نصيف، الذي يحمل شهادة في الهندسة الزراعية، وقول نزار قباني في الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين «رأيت الماء الأخضر في عينيك». كما أشار خيون، خلال المحاضرة التي أدارها عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله، إلى أن الحزبية أدت إلى حصر الثقافة في الحزب الواحد، وفرضت اللغة العربية الفصحى على المدارس، إلا أن الحرب العراقية الإيرانية، فتحت المجال على الشعر الشعبي، والمبتذل، والمذهبي، موضحاً أن الحياة الاجتماعية والثقافية لبغداد كانت تستقطب العلماء والمثقفين، وأن المعتزلة اكتشفوا الجاذبية الأرضية، ودوران الأرض في القرن الرابع الهجري، على الرغم من تردي الأوضاع السياسية في تلك الفترة. وسرد خيون سيرته الذاتية التي بدأتها كمعلم للمرحلة الابتدائية، وواصل تعليمه وتخصص في الفلسفة، ثم الفلسفة الإسلامية، وتخصص في التسامح بين الأديان والمذاهب. وتحدث عن انتقاله لليمن، وحكى ما حصل له عند تأليف كتاب «بعد إذن الفقيه»، وعن حيرته في تسميته، وما تناوله فيه من الحجاب والتحريم والسرقات الأدبية، وما واجهه من جماعة رجل الدين الشيرازي، الذين يسألونه عن الفقيه الذي أذن له.