هل تعتقد بأن المناخ العام يؤثر على الحالة المزاجية للفرد؟ لنلق نظرة على الدول أو الولايات أو القرى التي تتشابه في المناخ ستلاحظ تشابها في بعض الطباع المختلفة مثل الحالة المزاجية، العصبية، أو القناعة وغيرها من الأمور. عند زيارتي لولاية ميامي لاحظت التشابه بين الشعب الكويتي والشعب الأمريكي في تلك الولاية، فلم أشعر بالغربة بل بالتجانس وكأنك في دولة خليجية، لا أعني بذلك التشابه الكامل بل في بعض الأمور التي تخلق تجانساً بين الناس، فتساءلت: هل من الممكن أن يكون المناخ هو السبب؟ حيث إننا نتشابه في لون البشرة كذلك! في دولة الكويت وفي فصل الشتاء تحديداً تختلف طباع الكويتيين عما هم عليه في فصل الصيف، ليس المقصود هنا أنهم يتغيرون إلى الأفضل أو الأسوأ بل التغيير بحد ذاته يشكل فكرة لا يمكن تجاهلها. الفصول الأربعة تخلق جمالاً خاصاً لكل فصل على حدة، في فصل الخريف تتساقط الأشجار، الأوراق الصفراء تملأ الحدائق والأرصفة يمكنك كتابة قصيدة كاملة وأنت تتمشى بين الطرقات، في فصل الصيف اللون الأزرق يملأ العالم، البحر والسماء، نور الشمس الساطع على جلودنا يعطيها لوناً مختلفاً جديداً وجميلاً لدى البعض، في فصل الشتاء «الهوت جوكليت» له طعم آخر، الأحاديث المطولة بالقرب من المدفأة تشعل الود والقرب، أما في فصل الربيع فالدنيا ربيع والجو بديع كما قالت سعاد حسني، يمكنك أن تبتسم بينما القطار قد فات، الورد الذي يملأ الشوارع والطرقات كافٍ كي يزرع في صدرك فرحا، فهل تعتقد أن المناخ ليس له صلة بالحالة المزاجية للفرد؟