المملكة تحظى بثروة (ديموغرافية) هائلة.. فحسب (إل رافائيل ريف) رئيس معهد ماسا تشوستس للتقنية أفاد: أن ما يزيد على نصف سكان المملكة تقل أعمارهم عن «25» عاماً وإذا نظرنا لهذه الفئة العمرية لتبين لنا على الفور بأنها سن التأهيل والصقل بتفريعاته وتنويعاته إن على الصعيد التربوي والتعليمي أو التقني والمهني وبكلمة أوضح وربما أدق مرحلة الشروع بصناعة الموارد البشرية الفاعلة. خصوصاً إذا علمنا أن هذه المرحلة العمرية تعد أهم مقومات التنمية المستدامة، بوصفها حجر الأساس والرافعة الاستراتيجية في شتى مجالات البناء والتطوير أو ما يعرف بالحراك التنموي. فدونها لن تقوم لأي دولة قائمة.. غاية الأمر أن السواعد الشابة إذا ما أعدت تربوياً وعلمياً وفكرياً. لا بل صحياً ونفسياً وبشكل سديد ومدروس كانت الضمانة القويمة والاستثمار الأنجع، وهذه حقيقة عمل بمقتضاها كثير من الدول التي تسعى لرفاه مجتمعاتها فخصصت لها مبالغ طائلة بيد أن كثيرا لا يملكون هذه (الثروة الشبابية) التي ننعم بها وقبل أن نغتبط كثيراً علينا أن نتذكر أن هذه الثروة أو إن صح التعبير (مشروع الثروة) سلاح ذو حدين. بمعنى (إما، أو) وهذا ربما يحفزنا أكثر لتجنيد وحشد أكبر كم من الثروات المادية وتسخيرها لتدشين معاهد متخصصة وصروح تعليمية عالية الجودة تعنى بهذه الصناعة التي تتماهى وتتسق جنبا إلى جنب ورؤية المملكة (2030) وهذا يتطلب من جملة ما يتطلب إشراك الجميع وعلى رأسهم الأُسر ووسائل الإعلام لتهيئة (شباب، شابات) واعد يملك عقلية مستنيرة. يبقى القول: هذا المعطى الشبابي بشقيه المؤهل والمدرب سوف يعول عليه في إعداد الأجيال المقبلة وهكذا دواليك.