بدا وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي متحدين عند تقديم التعازي عقب اعتداء نيس، لكن خلافاتهما استمرت بشأن وضع حدٍ للأزمة السورية. ولفترةٍ وجيزةٍ؛ قطع جون كيري وسيرغي لافروف أمس محادثاتهما المطوَّلة حول سوريا، وتوجَّها معاً إلى السفارة الفرنسية في موسكو حيث وضعا زهوراً أمام المبنى وقدَّما تعازيهما في سجل خُصِّصَ لذلك. ولاحقاً؛ استأنف الوزيران محادثاتهما التي كان مقرراً ألا تتجاوز مدتها ساعة، لكنها استغرقت أكثر من 5 ساعات. وأبلغ مسؤولٌ في الجانب الروسي الصحفيين بأن امتداد اللقاء أسفر عن تأجيل مؤتمرٍ صحفي كان مقرَّراً. وبحسب المسؤول، تخلَّل الاجتماعُ عقد كل طرفٍ مشاوراتٍ من جهته قبل الالتقاء مُجدَّداً ببعضهما بعضاً. وكان وزير الخارجية الأمريكي وصل إلى موسكو مساء الخميس بعد مشاركته في احتفالات العيد الوطني في باريس. وفي مرحلةٍ أولى؛ التقى كيري الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حتى وقتٍ متأخر، في وقتٍ كانت حصيلة اعتداء نيس ترتفع تدريجياً. ووفق وثائق مسرَّبة اطَّلعت عليها صحيفة «واشنطن بوست»؛ حضر كيري إلى موسكو ليقترح على بوتين إنشاء مركز قيادة مشترك في عمَّان لتنسيق غارات البلدين الجوية ضد تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة» الإرهابيَين في سوريا. لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، أعلن أمس، «لم يتم بحث موضوع التعاون العسكري المباشر في الحرب على الإرهاب». وأوضح بيسكوف أن «تبادل المعلومات في هذا الموضوع يتواصل، لكننا لم نقترب مع الأسف من تعاون حقيقي يزيد من فاعلية الجهود لمكافحة الإرهاب». وبدأ كيري ولافروف لقاءهما الجمعة بدقيقة صمتٍ حداداً على الضحايا في فرنسا، قبل أن يكرر الأول الدعوة إلى تعزيز التعاون بين واشنطنوموسكو لدحر المجموعات الإرهابية وإعادة إحياء عملية السلام المتعثرة في سوريا. وصرَّح «ليس هناك بؤرة أو حاضنة لهؤلاء الإرهابيين أكثر مما يحصل في سوريا» و»أعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم يتطلعون إلينا من أجل إيجاد وسائل سريعة وملموسة لمحاربة الإرهاب». وتوجَّه كيري إلى لافروف قائلاً «أنت وأنا وفريقك في موقع أفضل لأننا نستطيع فعلاً القيام بشيء حيال الأمر». فيما اعتبر لافروف أن الحوار بين نظيره الأمريكي وبوتين كان «مفيداً»، مصرِّحاً «فيما يتعلق بسوريا؛ سمح هذا اللقاء بالتشديد على ضرورة تكثيف عملنا لحل الأزمة وجهودنا في مكافحة الإرهاب». وكانت «واشنطن بوست» أوردت أن كيري سيعرض على الروس توحيد جهود البلدين للتصدي معاً لجبهة النصرة وتنظيم «داعش». و»يُفترَض أن تكتفي موسكو بضرب أهدافٍ تختارها مع الولاياتالمتحدة وأن يكف النظام السوري عن ضرب مواقع المعارضة المعتدلة»، وفق الوثيقة التي اطَّلعت عليها الصحيفة.