أصبح الإرهاب آفة دولية بدأت تتغلغل بين كل أوساط المجتمعات، وأصبح الإرهاب الآلة التي تهدم البنى التحتية للبلدان، وأصبحت تنشر سمومها بين الناس وتهدد كل مقدرات الأمم، مستغلين النفوس الضعيفة، وذلك للتأثير بالدين على عقول هؤلاء الشباب، وكذلك يستغل هؤلاء مفاهيم متعددة لإقناع الضعفاء بالجهاد، وهذا الأسلوب يستخدمه المندسون لإظهار آرائهم الهدامة. ليس أمامنا سوى المواجهة الحاسمة والضرب على يد الإرهاب بيد من حديد من أجل الفوز في المعركة ضد الإرهاب الأسود الذي بات واهما أنه يستطيع زعزعة الأمن والاستقرار وضرب الوحدة الوطنية التي نستظل بها وتمتد جذورها في أعماق التاريخ الذي يشهد على أصالة أبناء المملكة العربية السعودية. إن الجماعات الإرهابية لم ولن تنتصر في أي معركة قط بل ولم يستطع الإرهاب الغاشم النيل من أمن المملكة العربية السعودية، كما أن شجرة الإرهاب مهما طال الليل فلابد أن تقتلع من جذورها. إن الإرهاب بات يهدد النظام القانوني العالمي، وكذلك أصبح يهدد النظام الداخلي للدول عن طريق خلق جو من الرعب والفوضى من جراء العمليات التخريبية التي تنفذها الجماعات الإرهابية تحت مسمى الدين، مستخدمين الشباب صغار السن بعد عمل غسيل لأفكارهم وغرس أفكار تكفيرية يبعد عنها الدين ولا تمسه بصلة، مما يشكل خطراً جسيماً على الأمن والاستقرار للمجتمع، كما أنه يمثل إخلالاً بالمبادئ الأخلاقية والدينية لا سيما أحكام الشريعة الإسلامية، ويهدد المصالح الحيوية للدولة ويسيء للتراث الإنساني والقيم الإنسانية. لكل عمل إرهابي أوان، ومهما طال فلابد للفجر أن ينجلي، فالأفعال الغادرة التي يرتكبها الإرهاب لا يقرها دين من الأديان، بل إنها أفعال أملاها الشيطان وأعوانه على هؤلاء القلة الضالة. إن المملكة العربية السعودية بجهود حكومتها وأبنائها المخلصين قادرة على الوقوف في وجه الإرهاب الأسود الذي يهددها ويهدد سائر الدول العربية والعالمية؛ لذا لا بد من تضافر الجهود ونشر التوعية بين أبناء المملكة، وذلك للوقوف في مواجهة هؤلاء الإرهابيين، وكذلك غرس القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة في نفوس شباب المملكة، وتعليمهم أن الإسلام لا يدعو لقتل الأبرياء، وهو بريء تماماً مما يفعله هؤلاء الإرهابيون تحت مسمى الدين الإسلامي، وكيف لا والإسلام دين الأمن والسلام، وإني لأستدعي قول الله سبحانه وتعالى «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون».