ما من شيء يحجِّم الإبداع والتطور في حياة الإنسان أكثر من الخوف والاختلاف! الخوف من التغيير، الخوف من التطوير، الخوف من كل ما هو جديد والبحث في المعلومات. هكذا لأننا وُلدنا وتربينا في قوالب العادات والتقاليد والموروثات ولم نتمكن من الخروج منها، وكأنه ليس لنا الحق أن نكون في فضاءات أخرى أكثر إشراقاً وسعادة، لأنه شيء يختلف عما تعودنا عليه. مشكلتنا إصرارنا على سجن أنفسنا في إطار المساحات المعبَّدة ومع الأفكار ذاتها ونعاقب أنفسنا ويعاقبنا المجتمع إذا قررنا أن نتنفس هواءً نقيّاً عما اعتدنا عليه ونحطم قيود القلق بالمثابرة ونعطي لأنفسنا فرص الإبداع والتطور بما يلائم حياتنا لا حياة من سبقونا؛ حيث نفاجَأ بأداء أفضل من قضاء سنوات الشباب بكل مراحلها في دائرة التكرار والعيش بفكر من سبقونا من الأجيال التي مرّ عليها الدهر، والتحدث بما ينتظر الآخرون قوله.. لماذا لا ننطلق بأفكارنا؟ فكل الأشخاص الذين اعتمدوا على أنفسهم هم الناجحون، الحياة تعلمنا كثيراً لنعطيها فرصة تجربة الجديد ونقبل الاختلاف مع ناس لم تعجبنا آراؤهم، فلا نكيل السباب والشتائم والنعرات، ولا تخرج تلك الأقلام المسمومة المشحونة بحبر العنصرية والتكفير. الحوار منهج إنساني ومنهج إيماني يعتمد على مشروعية الآراء وموضوعية النقاش، ماذا سيحدث لو تفهمنا آراء بعضنا البعض وأدركنا أننا لسنا وحدنا من يواجه ويمر ويستخلص النتائج، وأن معنا أناساً آخرين لهم مواقفهم وتجاربهم الخاصة بهم ولهم الحق في التعبير عن آرائهم بحرية دون تقييد. نحن بحاجة إلى أن نسمع ونوجه ونُملي ما نراه بشكل موضوعي منمق أكثر مما نتحدث ونُهاجم باستفزاز وسب، حينها يستطيع الآخر أن يُعبر ويتحدث دون خوف ويثق في رأيه، ومن الثقة نستطيع تغيير أشياء كثيرة للأفضل، حينها نستطيع أن نحاول أن نجعل مع كل فرصة بداية لمرحلة جديدة في حياتنا، وفي اللحظة التي يغلق فيها باب واحد، تأكد أن هناك أبواباً كثيرة فتحت. فقط ننتظر منك المحاولة ومَد بصرك إلى مسافة أبعد قليلاً لترى الممرات والطرق بألوانها الزاهية وهي تترقب خطواتك وثقتك بالله ثم بنفسك. أجمل ما في الحياة تعددها وتباينها، وهذا الذي يجعل للحياة جاذبية، ولكي نعيش الحياة بحقيقتها لابد أن نعطي أنفسنا حق المحاولة والتجربة فهنا نعيش بسلام.