أفاد الجيش السوري الحر، بحسب وكالة الأنباء «رويترز»، بأنه سيلتزم بوقفٍ لإطلاق النار خلال عيد الفطر، لكنه اتهمَ النظام بخرق الهدنةِ بالفعل، وهو نفس ما أكدته مصادر. ونشرَ محمد علوش، كبير مفاوضي المعارضة سابقاً، بياناً أمس الأربعاء على حسابه في موقع «تويتر» باسم الفصائل الثورية المسلحة يفيد بقبول وقف إطلاق النار خلال أيام العيد. وجاء في البيان «نعلن نحن الفصائل الثورية المسلحة أننا نرحب بأي جهدٍ لوقف إطلاق النار أيام عيد الفطر السعيد، ونعلن أننا سنلتزم به طالما التزم به الطرف الآخر». وأكد البيان «إلى هذه اللحظة لم يلتزم (الطرف الآخر) بما أعلن عنه، حيث إنه قد شنَّ عديداً من الهجمات في مناطق مختلفة». وعلوش يشعل حالياً موقِع ممثِّل فصيل «جيش الإسلام» في الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارَضة. وفي وقتٍ سابقٍ أمس؛ أعلنت حكومة الأسد وقفاً لإطلاق النار لمدة 3 أيام على مستوى البلاد يبدأ في الواحدة من ظهر الأربعاء. لكن «رويترز» قالت لاحقاً «لا يوجد مؤشر حتى الآن على أنه تم الاتفاق». وهذه هي أول هدنة تُعلَن على مستوى سوريا منذ تلك التي أُبرِمَت بوساطة القوى الغربية في فبراير الماضي لتسهيل إجراء محادثات السلام التي تستضيفها سويسرا. وانهارت هدنة فبراير لاحقاً. وشدد البيان، الذي نشره علوش، على ترحيب المعارضة بالجهود الدولية التي أدت إلى إعلان حكومة الأسد وقف إطلاق النار. واعتبر علوش، في تصريحٍ صدر بعد الكشف عن الهدنة، هذا الإعلان هروباً من الضغط الدولي فقط، متوقعاً ألا يتغيَّر شيء على الأرض «والدليل أن القذائف كانت تنهال على الغوطة الشرقية منذ ساعة». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصفِ مقاتلتين حربيتين من جيش الأسد مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب «شمال» بعد إعلان التهدئة. ونقلاً عن مراسليه؛ كتب المرصد على موقعه الإلكتروني «قصفت طائرتان حربيتان ب5 ضرباتٍ مناطق في جسر الشغور بريف إدلب الغربي، حيث استهدفت أماكن في مناطق البريد والمشفى وسكن المعلمين ومناطق أخرى وسط المدينة»، ما أسفر عن «استشهاد شقيقين دون ال18، مع معلوماتٍ عن إصابة عدة أشخاص». وتوقَّع المرصد ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود جرحى بعضهم في حالةٍ خطرة، ونقل عن «مصادر موثوقة» أن «طائرات استطلاع رافقت الطائرتين الحربيتين خلال تنفيذ الضربات التي استهدفت مناطق في جسر الشغور». إلى ذلك؛ لاحظ المرصد أن قوات النظام قصفت مناطق في حي المشهد بمدينة حلب (شمال) أثناء صلاة عيد الفطر، ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين بينهم ناشط إعلامي بجروح، مع ترجيح ارتفاع عدد القتلى بعد تسجيل إصابات خطِرة. وكتب موقع «أخبار قاسيون» أن النظام قصف حي المشهد بالمدفعية الثقيلة بالتزامن مع انتهاء المصلّين من صلاة العيد، ما أسفر عن مقتل مدني وجرح 4 آخرين نُقِلوا إلى المشافي الميدانية. وأكد الموقع أن المقاتلات الحربية الروسية شنَّت غارات جوية مركّزة على طريق الكاستيلو الذي يعتبر المنفذ الوحيد لمدينة حلب في اتجاه ريفها. «كما جدَّد الطيران الروسي قصفه الجوي على منطقة الملاح في ريف المحافظة الشمالي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام على أطراف المنطقة»، بحسب الموقع نفسه الذي رصد سقوط براميل متفجرة على المنطقة. وفي العاصمة الجورجية تبليسي؛ رحّب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بإعلان «نظام تهدئة» لمدة 72 ساعة في الأراضي السورية كافة، متطلعاً إلى «مؤشر على فرصٍ مقبلة». وكشف كيري عن جهودٍ له مع روسيا وغيرها لتحويل الهدنة إلى دائمة. وأبلغ الصحفيين خلال زيارةٍ إلى جورجيا «نرحب بشدة بإعلان فترة من الهدوء في الاحتفال بالعيد» و»نأمل كثيراً أن يتم احترامها من قِبَل جميع الأطراف وأن تصمد»، مبيِّناً «التهدئة تخضع للنقاش داخل المجموعة الدولية لدعم سوريا» التي تضم 22 دولة. وتساءل كيري «هل 72 ساعة كافية؟»، مجيباً «لا»، ثم طرح سؤالاً آخر «هل 72 ساعة مُرحَّبٌ بها أكثر من لا شيء؟»، مجيباً «نعم»، ومضيفاً «باشرنا الآن مناقشات مستمرة مع مختلف الأطراف وضمنها روسيا بشأن إمكانية تمديد ذلك».