بينما كنت أقود سيارتي ذات صباح باكر، توقفت لأزود السيارة بالوقود، وكان حسابها 60 ريالاً، تذكرت.. بأني كنت أملأ وقود سيارتي ب 10 أضعاف هذا المبلغ حينما كنت أدرس داخلها.. تحركت من محطة الوقود في درجة حرارة تتجاوز ال 50 درجة مئوية وإذا بشاحنة تقطع طريقي.. يقودها شخص آسيوي وإلى جانبه شخص آخر ربما من نفس الجنسية.. كانت حالتهما مزرية حيث الحر الشديد وتعطل «المكيف».. شد انتباهي كلمة كتبت في آخر المقطورة «أنا أحب نيبال – بلدي»، عجباً لذلك.. ماذا فعلت لك بلادك فلقد تغربت لتعمل في بلدي؟.. ماذا قدمت لك بلادك التي جعلتك تترك أغلى ما لديك «العائلة» لتعمل في بلادي كي يستطيع أبناؤك الدراسة في جميع مراحلها وتعالج أحد أفراد أسرتك من خلال ما تعمله في بلادي.. وحينما توقفت الشاحنة ذهبت ألقي عليهما التحية وأتأكد من «جنسيتهما».. سألتهما هل أنتما مسلمان فعرفت بأن السائق مسلم ورفيقه بوذي!! ولكنهما اتفقا على الكلمة الأخيرة «أنا أحب نيبال – بلدي»!! عجباً أيها الآسيوي ما هذا؟ هل أسميه انتماء أم وطنية أم حبّاً للأرض؟ هل هو الوفاء الذي جمعكما على نفس الهدف ونفس القيمة مع اختلاف الفكر والديانة.. وهذا ما أذهلني!! ماذا أقول.. لقد أخجلتماني فعلاً! اتصلت بصديق لي في الولاياتالمتحدة متذكراً أنه مبتعث على برنامج الابتعاث الذي تقدمه مملكتنا الحبيبة لأقول له تلك الحكاية. نحمد الله نحن في بلد واحد نحمل هوية وكياناً وديناً واحداً، ويوجد بيننا من نختلف معهم في الأفكار.. وهذا ما يستوجب التصحيح والتعايش في حالة الخطأ. لقد كانت تلك الشاحنة مجرد مصادفة ولكنها غيرت بعض المفاهيم وأوضحت صورة عميقة بالنسبة لي، فهل هناك مقارنة. عذراً بيتي.. عذراً صديقي.. عذراً عملي، نحن تحت مظلة الله أولاً ثم وطني السور الخارجي والحصن الذي نحن خلفه فعلاً.. شكراً وطني، فكلمة شكراً لا تفي بحقك، شكراً قيادتي فصعود القمة ليس بتلك الصعوبة التي تكمن في المحافظة عليها، مرّ ما يقارب 100 عام على توحيد المملكه ولله الحمد نحن في القمة والريادة للعالم الإسلامي. شكراً آبائي.. شكراً أجدادي لأننا حافظنا على وجودنا في القمة طيلة ال 100 عام.