أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، أن هناك حلَّين في سوريا لا ثالث لهما، وهما السياسي والعسكري و»كلاهما يؤدي إلى إبعاد بشار الأسد»، مُحمِّلاً حزب الله الإرهابي وإيران المسؤولية عن الفراغ السياسي في لبنان. ووصف الوزير موقف المملكة تجاه الأشقاء السوريين بالثابث والداعم والهادف إلى إيجاد مستقبل جديد لبلادهم يحافظ على وحدة أراضيها ويمنح جميع فئات المجتمع حقوقها. وشدَّد، خلال مؤتمر صحفي أمس في باريس بحضور نظيره الفرنسي، على أنه لا مكان للأسد في سوريا بعدما قتل 400 ألفٍ من الأبرياء وشرَّد 12 مليوناً ودمَّر بلداً. ولفت الوزيران، الجبير وجان مارك إيرولت، إلى تطابق وجهات نظر البلدين في المواضيع التي ناقشاها خلال لقائهما في مقر وزارة الخارجية الفرنسية قُبيلَ المؤتمر. ووصف الجبير المباحثات بين الجانبين ب «البنَّاءة والإيجابية» والعلاقات بينهما بالعميقة. وأشار إلى تبادل وجهات النظر، والاستمرار في توحيد المواقف من قضايا الشرق الأوسط، والتطابق في جميع المواضيع التي نوقشت «ومنها دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام والأوضاع في لبنانوسوريا والعراق واليمن وليبيا والتصدي لتدخلات إيران في شؤون المنطقة ومواجهة الإرهاب». وأتى اللقاء بين الوزيرين في إطار زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى فرنسا بدعوةٍ رسميةٍ من حكومتها. والتقى الأمير محمد بن سلمان رئيس فرنسا ورئيس وزرائها ووزيري خارجيتها ودفاعها وعدداً من المسؤولين والمفكرين ورجال الأعمال. وأشاد الجبير بنتائج الزيارة. وقال إنها تهدف إلى الاستمرار في التشاور والتنسيق في المواقف بين البلدين الصديقين والنظر في تكثيف العلاقات التاريخية الاستراتيجية المميزة بينهما، منوِّهاً بمواقف باريس الداعمة لجهود المملكة في الحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط. إلى ذلك؛ حمَّل الجبير حزب الله الإرهابي وإيران المسؤولية عن الفراغ السياسي في لبنان. وردَّ على سؤالٍ صحفي بقولِه «في لبنان؛ هناك فراغٌ سياسي سببه حزب الله وبدعم من إيران، فكلاهما يرفضان أن يكون هناك توافقٌ على إيجاد أو اختيار رئيس للجمهورية اللبنانية، فاللوم ينصبُّ على حزب الله فهو الجهة المعطلة لهذا الموضوع التي لا تهدف إلى مصلحة لبنان ولكن تسعى إلى مصلحة إيران». في السياق نفسه؛ أوضح الجبير أن العالم أجمع على اطِّلاعٍ بالدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة ودعمها الإرهاب وتأسيسها مليشيات طائفية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية. وأكمل قائلاً «العالم يعلم أن لدى إيران قوات في سوريا والعراق تشارك في قتال طائفي وتهرِّب المتفجرات إلى دول الخليج العربي والأسلحة إلى اليمن، فإذا أرادت إيران أن تكون لها علاقات طبيعية مع دول المنطقة؛ فيجب أن تحترم مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم تصدير الثورة». ونوَّه جان مارك إيرولت، بدوره، بالعلاقات الوطيدة التي تربط الرياضوباريس في جميع المجالات، مشيداً بدور المملكة في الشرق الأوسط للحفاظ على أمنه واستقراره. ولفت إيرولت، خلال المؤتمر الصحفي نفسه، إلى تطابق وجهات النظر في المواضيع التي تمَّت مناقشتُها خلال لقائه مع نظيره السعودي. ونوَّه بنتائج زيارة ولي ولي العهد إلى فرنسا، قائلاً إنها تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون بين البلدين فيما يخدم الشعبين الصديقين وإيضاح «رؤية المملكة 2030» وبرنامج «التحوَّل الوطني» المنبثق منها وما تشهده المملكة من تقدمٍ في شتى المجالات.