سعى الجيش العراقي أمس إلى القضاء على متشددي تنظيم داعش المتحصنين في أرض زراعية إلى الغرب من الفلوجة لمنعهم من شن هجوم مضاد على المدينة بعد يوم من إعلان بغداد النصر على التنظيم المتشدد هناك. وقال ضابط في الجيش يشارك في العملية إن المدفعية العراقية قصفت أهدافاً بينما ضيقت القوات الخناق على ما يصل إلى 150 متشدداً في مناطق على الضفة الجنوبية لنهر الفرات. ودعمت غارات جوية للتحالف بقيادة الولاياتالمتحدة العملية. وجاءت استعادة الحكومة للفلوجة التي تقع على مسافة ساعة بالسيارة غربي العاصمة ضمن حملة أوسع على تنظيم داعش الذي سيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في شمال وغرب العراق عام 2014 لكن قوى مختلفة تتصدى له في الوقت الحالي. وأعطت استعادة الفلوجة قوة دفع جديدة للحملة لاستعادة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق التي تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي باستردادها هذا العام. وقال العقيد أحمد الساعدي «لديهم خياران إما تسليم أنفسهم أو أن يقتلوا. نريد أن نمنعهم من التقاط أنفاسهم وعدم تمكينهم من استخدام السيارات المفخخة لمهاجمة قواتنا». وأضاف أن التنصت على مكالمات لاسلكية يشير إلى أنهم يعانون من نقص في الذخيرة وتوقع انكسارهم قريباً. وقال مسؤولون إن مقاتلي التنظيم أظهروا مقاومة محدودة أمام القوات العراقية داخل الفلوجة في مطلع الشهر الجاري قبل أن يتشتتوا بعدما هجر بعض قادتهم القتال. وأدهش التقدم السريع للجيش العراقي عديداً من المراقبين الذين توقعوا معركة طويلة على الفلوجة معقل المسلحين ومسرح مجموعة من أعنف المعارك في الاحتلال الأمريكي للعراق التي وقعت عام 2004 ضد القاعدة. وتتوزع السيطرة على الفلوجة بين الجيش والقوات الخاصة لمكافحة الإرهاب والشرطة. وينتشر أيضاً داخل المدينة بعض المقاتلين المنتمين لفصائل شيعية الذين يسيطرون على مناطق على أطراف المدينة منذ شهور. ومقال مصدر عسكري إنه يتوقع أن يسيطر الجيش والشرطة المحلية على المدينة في الأيام المقبلة. وأغلب الأحياء الوسطى في الفلوجة التي كانت في يناير 2014 أول مدينة تسقط في قبضة تنظيم داعش هادئة يوم أمس بينما بدأت عمليات إزالة القنابل على الطرق وفي الأبنية. وقالت مصادر عسكرية إن التنظيم زرع ألغاماً كثيرة في المدينة وأنه ليس من السهل تقييم نطاق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات. وأضرمت النيران في عشرات من المباني وهو الأمر الذي ألقت القوات الحكومية باللائمة فيه على المتشددين الفارين رغم أنه لم يتسنَّ التحقق من رواياتهم. ويقدر مسؤولون أن 10% من الفلوجة قد دُمِّر مقارنين ذلك بالرمادي وسنجار اللتين استعادتهما الحكومة من التنظيم العام الماضي لكنهما عانتا من دمار واسع الانتشار. وقال متحدث باسم محافظ الأنبار التي تقع فيها الفلوجة إن أغلب الأضرار وقعت في الحي الصناعي بجنوب المدينة حيث كان التنظيم يجمع السيارات الملغومة التي تستخدم في الهجمات على بغداد. وينتظر أكثر من 85 ألف مدني نزحوا جراء القتال في الشهر الماضي إلى مخيمات أقامتها الحكومة العودة لديارهم، كما فرَّ من المدينة مِثْلا الرقم على الأقل خلال حكم التنظيم للفلوجة.