قريباً قرأت كتاباً يتناول بعض قوانين الحياة التي على الشخص أن يضعها، بحيث قسمت القوانين إلى عدة أقسام تتناول معظم جوانب الحياة أحدها القوانين الشخصية، وضمنها.. «اجعل الحياة مضماراً للمغامرات والتجارب»؛ حيث ذكر أن الحياة كلها عبارة عن مغامرات، وتكمن متعة الحياة في تجربة هذه المغامرات يومياً فهي السبيل الوحيد الذي نستطيع أن نتعلم ونتطور منها وتتكون شخصياتنا. ومن هنا توصلت إلى أن الأشخاص عندما تعترض طريقهم مغامرة أو تجربة جديدة بغض النظر عن طبيعتها فإنهم ينقسمون إلى قسمين: الأول: ينطلق ويخوض التجربة. الثاني: يصد تماماً؛ حيث يغير اتجاه السير وفي النهاية يجد نفسه قد انحرف كثيرا في متاهة الحياة؛ حيث إنه أعرض تماماً عن طريقه الأساسي الذي يكمن النجاح والإنجاز في نهايته في كثير من الأحيان، فهذا كفيل بضياعه، وقد يكون ضياعاً مؤبداً، خاصة لو كان هذا الأسلوب هو المعتمد طوال السير في متاهة الحياة. بخصوص النوع الأول ممن ينطلق ويخوض التجربة، هؤلاء أيضا ينقسمون إلى مجموعتين مصغرتين. الأولى: تخوضها من غير أي تخطيط، فهم لا يعلمون أبعاد هذه المغامرة وبالتالي يتغلب عليهم عنصر الخوف، هم تماما مثل الشخص الذي يكون على قمة مرتفعة والوسيلة الوحيدة للحياة القفز، فيلقي بنفسه من غير النظر إلى الاتجاه على أمل أن يكون ما تحته ماء، وفي الواقع 50% وأكثر قد يكون ما تحته عبارة عن صخور تودي بحياته. أما المجموعة الثانية ممن يخوضون التجربة فإنهم يتميزون بالتخطيط والنظر ثلاثي الأبعاد في عمق التجربة، هو أيضا يعلم أن القفز الوسيلة الوحيدة للحياة، ولكن ما يميزه أنه ينظر أولاً أين اتجاه الماء تحته، وما هو عمق الماء الذي يضمن إنقاذه بإذن الله، منها يعقد العزيمة ويتوكل على الله ويقفز من غير تحفظ شديد. علينا أن نقيس تجاربنا على هذا الأساس. إذا كنا نريد النجاح والإنجاز، لنعتبر الحياة سلسلة من المغامرات منها الشيق، ومنها المكلل بنجاحك، ومنها العكس تماماً، لن تعلم مخرجات كل مغامرة إلا إذا خضتها كما ذكرنا سابقاً. انطلق لا تصد ولا تلتفت، عليك فقط النظر في أبعاد كل تجربة قبل أن تخوضها، وهنا يكمن السر. كن ليناً ولا تصد، من أقوى القوانين الشخصية المكتسبة.