الأحزاب الشعبوية اليمينية في أوروبا نشطت أمس في الدعاية لنفسها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بموجب استفتاء سبقته حملة دعاية أثارت الجدل وأبرزت تباينات حادة في قناعات البريطانيين. البريطانيون صوَّتوا للخروج بنسبة %51.9 بعد 4 عقود وأكثر من العضوية في التكتل الأوروبي، وهو ما أحدث صدمةً سياسيةً كبيرةً في العواصم الأوروبية، فانهالت البيانات الداعية إلى التعامل مع الموقف بحكمة والحفاظ على اتحادٍ قاري قوي وفاعل مع إصلاح العيوب التي قللت من شعبيته لدى البريطانيين ودفعتهم إلى مغادرته. في ظل هذه الأجواء المتوترة وغير المسبوقة في القارة العجوز؛ تصاعدت الدعوات الصادرة عن المعسكر اليميني الشعبوي والمطالِبة باستفتاءات مماثلة في عدة دول بينها فرنسا وهولندا والدنمارك والسويد والنمسا. وهذه الدعوات تثير انزعاجاً لدى الأحزاب المنفتِحة على الهجرة والتنوع الاجتماعي والثقافي. لذا من المتوقع أن تشهد الأشهر – وحتى السنوات- المقبلة تصاعُداً في السجال السياسي بين الجانبين، وستزيد حدة الجدل مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية (مطلع نوفمبر) والانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة العام المقبل. حتى في إيطاليا؛ تقول حركة «5 نجوم» السياسية الصاعدة إنها ستطرح مقترحاً للخروج من منطقة اليورو. في المقابل؛ تتكثف التصريحات واللقاءات من قادة الاتحاد الأوروبي ورؤساء عددٍ من الدول والبرلمانات لامتصاص صدمة قرار الناخبين البريطانيين والحيلولة دون انتقال ظاهرة استفتاءات الخروج إلى عواصم أخرى. أوروبا بعد زلزال ال 23 من يونيو 2016 تشهد أجواءً مختلفة تماماً عمَّا كانت عليه قبل هذا التاريخ.