أعلنت بغداد دخول القوات العراقية أمس، إلى وسط الفلوجة واستعادة السيطرة على مبنى البلدية، ما دعا الحكومة إلى الحديث عن قرب إعلان النصر في المدينة. واستعادت القوات، المدعومة بضربات جوية أمريكية، مبنى البلدية. ولا يزال كثير من الشوارع والمنازل ملغومة. وأفاد الجيش العراقي، في بيانٍ له، برفع الشرطة الاتحادية العلم الوطني فوق المبنى ومواصلتها ملاحقة المتطرفين. ولاحقاً؛ أكد ناطق باسم التحالف الدولي ضد الإرهاب تحقيق هذا التقدم بعد 4 أسابيع من بدء عملية عسكرية موسعة لاستعادة المدينة. ووفقاً لمصادر؛ تواصَل القتال بينما تندفع القوات الحكومية إلى العمق. وتشمل الاشتباكات قصفاً جوياً ومدفعياً وإطلاق نار بأسلحة آلية. وشوهد جنود يتعرضون لرصاص قناصة لدى دخولهم إلى مسجد كبير يبعد بنحو 100 متر عن مبنى البلدية. وأشار بيان الجيش إلى تقدم الشرطة في شارع بغداد وهو الطريق الرئيس الذي يربط شرق المدينة بغربها، فيما طوَّقت قوات مكافحة الإرهاب «مستشفى الفلوجة». وتحدث الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعماني، في كلمةٍ بثَّها التلفزيون الرسمي عن قناصة يختبئون داخل المستشفى «لكن من المتوقع استعادة السيطرة على المنشأة خلال ساعات». وتثير مشاركة ميليشيات شيعية مدعومة من إيران في العملية مخاوف من ارتكاب أعمال قتل على أساس طائفي. وتحقق السلطات بالفعل في اتهاماتٍ لأفراد من ميليشيا «الحشد الشعبي» بإعدام عشرات الرجال السنَّة الفارين. وفي خطبة الجمعة أمس؛ حثَّ رجل الدين الشيعي البارز، علي السيستاني، المقاتلين الموالين للحكومة على عدم السعي للثأر من السكان. وفرَّ من سكان الفلوجة أمس الأول أكثر من 6 آلاف أسرة، بحسب رئيس بلديتها، عيسى العيسوي. وتسبَّب النزوح الجماعي المفاجئ في استنزاف قدرات مخيمات اللاجئين التي تمتلئ بالفعل بما يزيد على طاقتها. وتجاوز عدد النازحين من المدينة 68 ألف شخص وفقاً لبيانات الأممالمتحدة التي قدرت مؤخراً العدد الإجمالي للسكان ب 90 ألف شخص وهو نحو ثلث عددهم في عام 2010. بدوره؛ أعلن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أنه يستعد للإعلان خلال ساعات عن الانتصار في المدينة التي احتلها «داعش» قبل أكثر من عامين. فيما أفاد وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، بأن بغداد استعادت جزءاً و»ليس كل الفلوجة». وأبلغ كارتر الصحفيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قائلاً «مازال الأمر يتطلب مزيداً من القتال».