بحث رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان، ووزير العمل والتنمية الاجتماعية، الدكتور مفرج الحقباني، الوضع الراهن لسوق العمل خصوصاً في القطاع السياحي. ووقف الأمير سلطان بن سلمان، خلال الاجتماع الذي عُقِدَ أمس الأول في الرياض وحضرته قيادات «العمل والتنمية الاجتماعية» وقطاعاتها، على برامج توطين الوظائف والفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع السياحة. وقدَّر إحصاءٌ، نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» لاحقاً، نسبة التوطين في قطاع السياحة ب 19.1 % بواقع 76 ألفاً و632 موظفاً موزعين بين 72 % ذكور و28 % إناث. وحدد الإحصاء عدد العاملين في القطاع ب 400 ألف و904 موظفين. وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال الاجتماع «نحن لا نستهدف الأرقام فقط بل يهمنا التأثير». وذكر أن الاقتصاد السعودي عانى من السباق لأرقام مجردة بعيداً عن انعكاساتها على التنمية ومستوى معيشة المواطنين، مشيراً إلى تركيز هيئة السياحة على الوظائف ذات القيمة. وأوضح «نؤمن أن المواطن أولَى بالوظائف ذات القيمة وليس مجرد فرص هامشية أو صغيرة، بل نسعى إلى تهيئة المواطن الجاد للاستفادة القصوى من ثروات بلاده، عبر تحويله من طالب وظيفة إلى مالك عمل ومنتج لفرص عمل لغيره، ولدينا نماذج مشرِّفة لمن حققوا هذا التحول المميز»، معتبراً أن «هذا ما يجب أن ينطبق على جميع القطاعات للوصول بالمواطن إلى الوظائف ذات القيمة الأعلى في سوق العمل السعودي والعمل سوياً مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من أجل توفير فرص عمل للمواطنين». وأبدى الأمير سلطان ارتياحه للتوافق بين «السياحة والتراث الوطني» و»العمل والتنمية الاجتماعية» في إطار رؤية وطنية للتحول من قطاعات تتابع وتراقب موضوع التوظيف إلى قطاعات تسعى إلى تهيئة المواطنين لدخول مجالات متعددة تمكنهم من العمل والاستثمار. وتفيد دراسةٌ، أعدتها الهيئة بالتعاون مع الوزارة والبنك الدولي ومنظمتي العمل والسياحة الدوليتين، بقدرة قطاع السياحة في المملكة على توطين الوظائف وتهيئة فرص عمل للمواطنين في مناطقهم. وتحدث الأمير سلطان عن فرص العمل الكبيرة في القطاع وفقاً للدراسة وللاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية الصادرة عام 1425 ه. واعتبر أن المهمة الأولى لهيئة السياحة هي إيجاد فرص عمل للمواطنين. ووصفَ القطاعَ بمنجم لتوظيف السعوديين بمختلف مؤهلاتهم وأعمارهم في جميع المناطق، قائلاً «لا زلنا نؤكد أن مهمتنا الأولى في الهيئة هي إيجاد فرص عمل ملائمة للمواطنين، ونعتبر أنفسنا اليوم تابعين لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وكما تعلمنا في مدرسة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – فإن التركيز (يكون) على وضع الأسس القوية وتمكين الشركاء والمتخصصين للعمل كلٌ في مجاله دون البحث عن الأدوار القيادية فقط، إلى جانب إشراك القطاع الخاص والجمعيات المهنية». ولاحظ الأمير سلطان أن برنامج التحول الوطني صنَّف السياحة بوصفها من أهم القطاعات في إنتاج فرص العمل وصولاً إلى أكثر من 1.2 مليون وظيفة، «وهذا رقم ليس بسيطاً بالنسبة للاقتصاد الوطني». وأبان «لذلك اتفقنا على توقيع اتفاقية جديدة مع وزارة العمل والتنمية والاجتماعية للالتزام بتحقيق ذلك وفق برنامج زمني محدد، ووزير العمل مُلمّ بتفاصيل كثيرة جداً بهذا الخصوص، ونحن متفقون تماماً على شراكة جديدة تضمن تحقيق ما كنا نطمح إليه منذ الاستراتيجية الوطنية التي أطلقناها قبل 10 أعوام، التي تهدف إلى التسريع في إتاحة فرص العمل والاستفادة من مخرجات التعليم العالي في الجامعات وكليات التميز، وأيضاً أضفنا إليها قطاع التراث الحضاري الذي يشهد انطلاقته الحقيقية عبر مشروع خادم الحرمين الشريفين للتراث الوطني». وتحدث وزير العمل والتنمية الاجتماعية بدوره عن التعويل كثيراً على السياحة في توليد الوظائف. وذكر أن مهمة الوزارة في الاجتماع مع رئيس «السياحة والتراث الوطني» تمثلت في تحديد فرص العمل المناسبة بالتنسيق مع القطاع الخاص، إضافةً إلى تحديد ماهية البرامج الجديدة المطلوبة والمناطق الأكثر حاجةً للوظائف. ولفت إلى استحداث مؤشر قياس أداء سيُتابَع من قِبَل المجلس الاستشاري المرتقب الذي تم الاتفاق على إنشائه وسيرأسه رئيس هيئة السياحة بعضوية وزير العمل والتنمية الاجتماعية، «وذلك لهدف تحقيق رؤية 2030 وما أكد عليه برنامج التحول الوطني». وذكر الحقباني أن برنامج التوطين الموجَّه يهتم بإعداد وتنفيذ برامج توطين وتحسين مشاركة الكوادر الوطنية للمحافظة على مكتسبات نمو الاقتصاد وتحقيق استدامة القطاع المختلفة خصوصاً المهن الاستراتيجية المؤثرة في استمرارية النشاط الاقتصادي.