لن أنسى عندما جاءت جحافل القوات الغربية لاجتياح بغداد، وإزاحة حكومة صدام حسين، وما رافق الحملة العسكرية من حملات تبشيرية بالديموقراطية الجديدة بالشرق الأوسط، وبازدهار العراق وتحوله إلى بلد رائد في حقوق الإنسان، ورافعا لشعلة الحرية، ولن أنسى كلمات توني بلير الطنانة، ووعوده وبوش الصغير التي ذهبت أدراج الرياح. كنا معجبين بالديموقراطية الغربية، وعبارات الحرية التي تدغدغ المشاعر، وحقوق الإنسان، وكبح الطغيان، ثم أدركنا أنهم صادقون في تطبيقها على بلدانهم فقط، وأنهم لم يصدروا لبلداننا سوى الدمار والدماء. انظروا للعراق الآن بعد أن دمرته آلة الحرب الأمريكية وقصفت بناه التحتية، ثم عقبها قوى نفوذ إيران لتعبث في قراره السياسي والاقتصادي، وتخلعه من ثوبه العربي، لم يعد الأمر سرا بأن إيران تحتل العراق وتسرق موارده النفطية، وتقود قواته العسكرية لتحقق أهدافها، فالقائد الأعلى للقوات العرقية الآن هو سليماني الإرهابي قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي يقوم بعمليات إبادة مدنية جماعية بذريعة حرب «داعش» هذه الجرثومة التي زرعوها كذريعة لحرب طائفية تهلك الحرث والنسل وتجلي السكان عن أوطانهم، سليماني عين أخيرا مستشارا رسميا للحكومة العراقية، ولعل هذا القرار من ثمرات الديموقراطية الغربية في العراق، وإقصاء نصف سكان العراق من المشاركة السياسية الفاعلة، العراق يعيش أسوأ فتراته التاريخية، مكبلا، منهوبا، جريحا، الله لك يا عراق!