تبدأ فرنسا مشوارها في بطولة كأس أمم أوروبا «يورو 2016» التي تستضيفها حتى ال 10 من يوليو المقبل بمواجهة رومانيا اليوم الجمعة على استاد دو فرانس في العاصمة باريس. ويخوض المنتخب الفرنسي البطولة بعد سلسلة من الإصابات والأزمات الاجتماعية والمخاوف الأمنية التي سبقت انطلاق البطولة القارية. وشتت المهاجم كريم بنزيمة تحضيرات الزرق بعد اتهامه المدرب ديدييه ديشان، بالرضوخ لضغوط عنصرية أدت إلى استبعاده عن التشكيلة، وذلك إثر فضيحة ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا، المبعد أيضاً. فضلاً عن بنزيمة، أفضل هداف دولي راهناً في فرنسا، فقد تعرض قلب الدفاع الأساسي، وزميله في ريال مدريد الإسباني، رافائيل فاران لإصابة في فخذه. وتعاظمت مشكلات ديشان الدفاعية مع إصابة لاعب برشلونة الإسباني جيريمي ماتيو، فيما أوقف مامادو ساكو لتناوله مواد محظورة. وانضم لاسانا ديارا، وقبله ماتيو دوبوشي، وكورت زوما، إلى لائحة المصابين، فلم يتخيل ديشان أن يواجه وضعاً مماثلاً قبل انطلاق النهائيات القارية على أرضه. وعلى الرغم من كل ذلك، يحظى لاعب وسط مارسيليا السابق بتشكيلة رائعة وسطاً وهجوماً، تضم أمثال نغولو كانتي، بطل إنجلترا مع ليستر، وبول بوجبا، نجم يوفنتوس الإيطالي، وديميتري باييت، المتألق مع وست هام الإنجليزي، وأوليفييه جيرو، مهاجم أرسنال الإنجليزي، وأنطوان جريزمان، صاحب 32 هدفاً هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد الإسباني، والواعد أنطوني مارسيال، الذي برز مع مانشستر يونايتد الإنجليزي. وتأمل هذه الوجوه الواعدة تكرار ما حصده الفرنسيون على أرضهم عام 1984، عندما أحرزوا لقبهم الأول قبل أن يتوَّجوا مرة ثانية في عام 2000. ويعيش رجال ديشان فترة جيدة، إذ فازوا 9 مرات في آخر 10 مباريات في السنة الماضية، وجاءت خسارتهم الوحيدة أمام إنجلترا بعد أيام من اعتداءات باريس الشهيرة في نوفمبر الماضي. ونفض المهاجم أوليفييه جيرو عنه غبار الانتقادات بتسجيله هدفين في المواجهة الأخيرة ضد أسكتلندا 3-0 في ميتز، وقبلها فازت فرنسا على الكاميرون 3-2 في نانت. وفضلاً عن العقبات الفنية، تواجه فرنسا خطر تهديدات أمنية بعد تفجيرات باريس نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى أزمات اجتماعية متفرقة. في المقابل، يعول الطرف الروماني على دفاعه القوي، في بطولته الكبرى الأولى منذ 8 سنوات. وتلقت شباك لاعبي المدرب أنخل يوردانسكو هدفين فقط في 10 مباريات ضمن التصفيات التي حلت فيها وصيفة لإيرلندا الشمالية في مجموعة ضمت المجر وفنلندا واليونان. ولا تملك رومانيا نجوماً في تشكيلتها على غرار الأسطورة جورج هاجي، وتعاني نقصاً هجومياً، إذ سجلت 11 هدفاً فقط في 10 مباريات ضمن التصفيات. وتعول رومانيا على حارسها المخضرم سيبريان تاتاروشانو (30 عاماً) حارس فيورنتينا الإيطالي، ومدافع نابولي الإيطالي فلاد كيريكيش (26 عاماً)، والمهاجم الشاب نيكولاي ستانسيو. وتأهلت رومانيا إلى كأس أوروبا 4 مرات، وخاضت 13 مباراة، ففازت مرة يتيمة على إنجلترا 3-2 عام 2000 بهدف متأخر من يونيل غانيا، وتعادلت 4 مرات، وخسرت 8.