قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إن العراق أرجأ هجومه على مدينة الفلوجة بسبب مخاوف على سلامة المدنيين بين ما توقفت القوات على مشارف المدينة في مواجهة مقاومة شرسة من متشددي تنظيم داعش. ويؤجل قرار العبادي وقف العملية ما كان يتوقع أن تصبح واحدة من أكبر المعارك على الإطلاق ضد داعش ويأتي بعد يومين من تدفق القوات الخاصة العراقية على المشارف الجنوبية الريفية للمدينة. وتعهدت الحكومة مدعومة بقوى عالمية وإقليمية بينها الولاياتالمتحدة وإيران باستعادة أول مدينة عراقية كبيرة سقطت في أيدي المتشددين عام 2014. وقال العبادي للقادة العسكريين في غرفة العمليات قرب الجبهة في لقطات بثها التليفزيون الرسمي «كان من الممكن أن تحسم المعركة بسرعة لو لم يكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الأساسية». وأضاف «الحمد لله القطعات الآن على مشارف الفلوجة والنصر الآن باليد». حذرت الأممالمتحدة أمس من أن آلاف الأطفال يواجهون عنفاً شديداً في الفلوجة التي يحاول الجيش العراقي استعادتها من قبضة تنظيم داعش وقالت إن مخزونات الغذاء في المدينة المحاصرة تتراجع. أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة أمس عن وجود ما لا يقل عن عشرين ألف طفل محاصرين داخل مدنية الفلوجة التي تنفذ قوات عراقية عمليات لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش. وقال بيتر هوكينز ممثل اليونيسيف بالعراق في بيان أنه «وفقا لتقديرات (منظمة) اليونيسف هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة». وقال هوكينز «نشعر بالقلق إزاء حماية الأطفال في مواجهة العنف الشديد». وأشار السكان القلائل الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ انطلاق العمليات العسكرية في 23 مايو الماضي إلى معاناة الأهالي العالقين في المدينة جراء نقص الغذاء ومياه الشرب. وأكد آخرون لا يزالون في المدينة عبر اتصالات هاتفية أن ظروف الحياة قاسية جداً فيما يسكن بضع مئات من العائلات التي استطاعت الهرب من قبضة النظيم في مخيمات على أطراف الفلوجة. وقال هوكينز إن «الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القصري وضغوط أمنية مشددة إضافة للعزل عن عائلاتهم». وكانت الفلوجة أول مدينة تسقط في أيدي التنظيم المتشدد في يناير 2014. وتقول الأممالمتحدة إن 50 ألف مدني ما زالوا بداخل المدينة. وتقوم قوات الأمن العراقية العاملة في الفلوجة بفصل الرجال والصبية الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً عن أسرهم من أجل التحقيق في صلاتهم المحتملة بتنظيم داعش.