ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي سيقام بعد غدٍ على ملعب «الجوهرة المشعة» وسيجمع العملاقين الأهلي والنصر. ولا شك في أن حسم مثل هذه النهائيات يعتمد على تفاصيل صغيرة لا يدركها حتى المحللون في تحليلاتهم وتوقعاتهم لأحداث مثل هذه المباريات، لأن طموح كل فريق يتجاوز منافسه، خاصة أنها تعدُّ البطولة الأغلى وخاتمة الموسم الرياضي بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو الأمر الذي سيطغى على أي مشكلة أو غيابات محتملة في صفوف اللاعبين، فالأهلي يطمح لتسجيل تاريخ جديد بالجمع بين الدوري وكأس الملك، بعد أيام من تتويجه بطلاً للدوري الغائب عن خزائنه منذ 3 عقود، فيما يتطلع منافسه النصر إلى إنقاذ موسمه بعدم الخروج صفريّاً دون بطولة، وهو الذي عود جماهيره في المواسم القليلة الماضية على التتويج ببطولة واحدة على الأقل، والوجود من فترة لأخرى في نهائيات الكؤوس. بنظرة واقعية ومنطقية يعدُّ الفريق الأهلاوي الأقرب للتتويج باللقب، عطفاً على استقراره الإداري والفني، إضافة إلى الجانب النفسي بعد تحقيقه الدوري، في الجانب الآخر يعيش النصر موسماً سيئاً من الناحية الفنية مقارنة بالمواسم الماضية، بعد أن أنهى الموسم في المركز الثامن في الدوري، وقد يلعب التراشق الإعلامي داخل البيت النصراوي والانشقاق في صفوف شرفييه بعد إعلان الرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي نيته ترك منصبه، دوراً سلبيّاً في ظل ما صاحب هذا القرار من إعلان أحد الشرفيين ترشيح نفسه ثم الانسحاب، وانقسام بعض الشرفيين حول هذه التبعيات، وتوقيتها الذي يتزامن مع إعداد الفريق للمواجهة التاريخية في النهائي الكبير. إلا أن مثل هذه الأمور والمشكلات تختفي نوعاً ما أو يقل تأثيرها مؤقتاً في مثل هذه اللحظات، إذا ما تم إبعاد اللاعبين عنها وتجهيزهم نفسيّاً وفنيّاً، وقدرة النصر على الفوز وتجاوز العقبات أثبتتها مباراته أمام الاتحاد في الدور نصف النهائي لهذه البطولة. أعود للتأكيد على أن الحسم في هذا النهائي سيرتكز على الجوانب الفنية والتفاصيل الصغيرة التي يعمل عليها المدربان، وسيكون الفارق كبيراً على وضع فريق الأهلي وجماهيره إذا حقق الأهلي البطولة لأنه سيضيف لفرحته فرحة أخرى، فيما سيجر النصر أذيال الهزيمة التي ستنعكس على الفريق طيلة فترة الإجازة الصيفية التي تسبق انطلاق الموسم الجديد، وبالعكس تماماً فإن فوزه سيعني أنه ضرب عدة عصافير بحجر واحد، الأول أنه حقق البطولة الغالية وأنقذ موسمه، والثانية تجاوزه مشكلات النادي الشرفية التي اندلعت مؤخراً، والثالثة قدرته على المشاركة في بطولة آسيا ولعب السوبر السعودي وحرمان جاره اللدود فريق الهلال منها، ولذلك نحن على موعد مع نهائي جميل في عروس البحر الأحمر تحت شعار «جدة كذا.. أهلي ونصر».