القادة الإيرانيون لم يسيسوا الحج فحسب، بل عسكروه، فلم يعد خافيا أن معظم حجاج إيران هم من عسكر النظام وحرسه الثوري، وعندما يأتون لأطهر بقاع الأرض فإنهم لا يلتزمون بما يريد الله منهم، من خشوع وسكينة وتذلل لله، بل لا يمضي موسم حج إلا والحجاج يضعون أيديهم على قلوبهم في أن لا يصطدموا بثورة سياسية، ومسيرات، ومظاهرات، وحشود يقودها ضباط إيرانيون، فيكونوا ضحايا تحت الأقدام. الخارجية السعودية أعلنت أكثر من مرة، بأن الحجاج الإيرانيين محل ترحاب، ولن يتم منع أي مسلم يريد العبادة وأداء مناسك الحج، ومكر السياسة الإيرانية يريد أن يروج في الأيام القادمة أكذوبة أن السعوديين منعوا الحجاج من القدوم إلى مكة ليضللوا شعبهم فقط، ويزيدوا من الاحتقانات الطائفية البغيضة. لماذا تزداد ضجة إيران، وصراخها المفتعل كلما أقبل موسم حج؟ ولو سألنا أنفسنا: لماذا لم نلحظ ذلك من دول ذات أعداد كبيرة من الحجاج مثل باكستان وإندونيسيا ومصر؟ لكان الجواب: لأن حجاج هذه الدول يريدون الحج وحجاج إيران المعسكرين يريدون زعزعة الحج. إن من أهم التدابير التي يجب أن تتخذ هو أن يأتي الحجاج لا كوفود دول، بل كقادمين بصفة شخصية، ويكون لكل عائلة أو فرد قادم إقامة معزولة عن البقية، وأن تتولى شركات من الداخل تطويف وتحجيج الحجاج بشكل مختلط، وهذا ما يريده الله من العباد أن يكونوا سواسية وليسوا فرقا وشيعا ونحلا شتى.