حذر عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ من البدع والخرافات التي تتناقل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن فضل شهر شعبان، وخاصة ليلة النصف منه، فقال: «هذه الليلة يفعل أكثر الناس فيها من البدع، وأما عن فضلها فقد ورد فيها بعض الأحاديث قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن». وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الليلة: «هذه الليلة اختلف السلف فيها، بعضهم من خصها بعبادة، وبعضهم ردها، ولعل الراجح فضلها». وأضاف في خطبة الجمعة أمس من جامع الإمام تركي بن عبدالله أن من البدع التي وقعت في هذه الليلة ما تسمى صلاة الألفية، وهذه لم يرد فيها نص ولا حديث صحيح، ومن البدع كذلك إحياء هذه الليلة بقصائد وكلمات، كل هذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك قيام هذه الليلة وصيام نهارها، وقراءة سورة ياسين في صلاة العشاء في تلك الليلة ويسبقها دعاء يسمى دعاء النصف من شعبان، وأيضا اعتقاد أن هذه الليلة أفضل من ليلة القدر. وتناول آل الشيخ فضل شهر شعبان، مشيرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثره، مستدلا بقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان». وأكد أن النبي صلى اله عليه وسلم كان يحرص على صيام أكثر شعبان؛ حيث إن شهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال وهو صائم، فدل ذلك على عظم عبادة الصيام، وأن الصوم من الصبر (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وأكد أن من الأعمال الفاضلة في هذا الشهر قراءة القرآن في شعبان، فقد روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على الصيام». وأضاف أن الله خلقنا لعبادته، قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، ولذلك أرسل الله الرسل ونزل الكتب، فطاعة الرسل تكون على أصلين عظيمين وهي عبادة الله وهي العقيدة السليمة واجتناب الطاغوت، والطاغوت هو الأهواء والبدع التي تؤدي إلى الكفر والشرك، ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن اتباع المذاهب الضالة. وأوضح آل الشيخ أن العبادة مبناها على التوقيف، فلا يحل لأحد أن يشرع أمراً لم يشرعه الله سبحانه وتعالى ولا رسوله أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة والحل ما لم يأت دليل على التحريم. وحمد الله على العملية الاستباقية التي قام بها رجال الأمن، وأثمرت عن القبض على عدد من أصحاب الفكر الضال. كما دعا الأسر إلى مراقبة أبنائهم وبناتهم وتربيتهم التربية الصحيحة، والتواصل مع الجهات المعنية عند ملاحظة أي تغيير أو انحراف، مؤكدا أن الفئات الضالة بعيدة كل البعد عن الدين.