أشاد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بالجهود التي تبذلها المملكة في مكافحة المخدرات، داعياً الجميع إلى تثقيف أنفسهم وأهلهم حول هذا الداء الخبيث، وضرره على المسلمين، مشدداً على أهمية بث الرقابة الذاتية من الخوف من الله سبحانه وتعالى لدى النشء تحديداً، مؤكداً أن الحاجة الماسة للتوعية تدعو إلى استخدام جميع الوسائل الممكنة لتصل للناس، ومنها المناهج الدراسية. وحذّر آل الشيخ في خطبة، الجمعة، من جامع الإمام تركي بن عبدالله من المسكرات والمخدرات، التي لا تجلب الشرور لمتعاطيها، مستنكراً على من وصفهم بالتائهين الذين يحاولون إزالة عقولهم بالمسكرات والمخدرات، فكم شردت من أسر وكانت السبب في كثير من جرائم الاعتداء بالقتل والسرقة وانتهاك الأعراض، وأودت بأصحابها إلى الانتحار، لذلك حرم الله الخمر، ولعنها وذمها، فقال تعالى في كتابه العزيز( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ). وأوضح أن للخمر والمسكرات والمخدرات أضراراً عظيمة، على البدن وعلى الدين، فعند تعاطيها يزول العقل ويتعكر المزاج، فيسهل مع ذلك ارتكاب الذنوب والمعاصي والمنكرات والموبقات، مستذكراً قول الحسن البصري – رحمه الله – "لو كان العقل يباع، لبيع بأغلى الأثمان، وإنك لتعجب من أناس يشترون ما يضر عقولهم"، وأخرج النَّسائي وابن حبَّان في "صحيحه" أن عثمان – رضي الله- عنه قام خطيبًا فقال: "أيها الناس، اتَّقوا الخمر؛ فإنها أم الخبائث، وإنَّ رجلاً ممَّن كان قبلكم من العباد كان يختلف إلى المسجد، فلقيته امرأةُ سوءٍ، فأمرت جاريتها فأدخلته المنزل، فأغلقت الباب، وعندها باطيةٌ من خمر، وعندها صبي، فقالت له: لا تفارقني حتى تشرب كأسًا من هذا الخمر، أو تواقعني، أو تقتل الصبي! وإلا صِحْتُ – يعني: صرخت – وقلت: دخل عليَّ في بيتي، فمن الذي يصدِّقك؟ فضعف الرجل عند ذلك وقال: أما الفاحشة فلا آتيها، وأما النَّفس فلا أقتلها. فشرب كأسًا من الخمر، فقال: زيديني؛ فزادَتْهُ، فوالله ما برح حتى واقع المرأة وقتل الصبي"، قال عثمان -رضي الله عنه-: "فاجتنبوها؛ فإنها أمُّ الخبائث، وإنه والله لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجلٍ – إلا يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر".