شكلت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة لجنة متخصصة من الخبراء والمتخصصين بالتعاون مع الشركاء من منظمي الرحلات والجهات الحكومية حيال القضاء على العشوائية في مجال تنظيم الرحلات لمواقع التاريخ الإسلامي؛ حيث يتم العمل على تطوير المسارات الراهنة، وكذلك اقتراح مسارات جديدة تشمل عديداً من المواقع التاريخية والحضارية التي تزخر بها العاصمة المقدسة ويستهدفها كثير من الزوار. وأوضح مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف، أن اللجنة تتبنى تنظيم رحلات عبر ما يعرف عالمياً ب «الباص السياحي» وفق اشتراطات تضمن مستوى حضارياً وفق أرقى المعايير المتعارف عليها عالمياً، وبما يَضمن مستوى ثقافياً وحضارياً وخدماتياً يقدم للزائر يليق بالمستوى الحضاري الذي وصلت إليه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وحكومته الرشيدة. وأكد أن مكةالمكرمة أرض القداسة، ومنبع التاريخ، تحوي بين أحضانها كثيراً من المعالم الحضارية ومواقع التاريخ الإسلامي، ومن مكةالمكرمة تنطلق أجمل المسارات التاريخية المفعمة بالسيرة العطرة لخير البشر سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لنستكشف تاريخ نزول الوحي، ومسار الهجرة النبوية، وكذلك المراحل الأولى لنشأة هذا الدين العظيم، ونعايش تلك المرحلة التاريخية الخالدة في مواقعها الطبيعية بين أودية مكةالمكرمة وجبالها السامقة، ولنعايش التاريخ الإسلامي المشرق في مواطنه الحقيقية؛ كون مكةالمكرمة موطن الحضارة التي انبثقت وعمت جميع أصقاع الأرض، التي تتوق لها القلوب وتهوى إليها الأفئدة. وأشار الشريف إلى أن تطوير مواقع التاريخ الإسلامي وتأهيلها بصورة حضارية تواكب تلك المسارات المنظمة، فإن عديداً من المواقع كجبل النور ، وجبل ثور وجبل عرفات، تخضع حالياً لدراسات مسحية ومشاريع تطويرية تقوم عليها هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، بقيادة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وفق استراتيجية مكةالمكرمة نحو العالم الأول، التي أعلن عنها سموه منذ توليه إمارة المنطقة، لافتا إلى أن تلك المسارات تستهدف تحقيق أهداف مبادرة المملكة العربية السعودية وجهة المسلمين، التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتقوم تلك المبادرة على أن تكون المملكة وجهة المسلمين كما هي قبلتهم من خلال تهيئة السبل ليأتي المسلم إلى المملكة معتمراً وزائراً؛ ليستمتع في بلاد الحرمين بسياحة روحية وثقافية وسياحة أعمال تكون رحلة مفيدة لنفوسهم وأرواحهم. وأفاد الدكتور الشريف أنه وفقا لتوجيهات سمو الأمير سلطان بن سلمان؛ قام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة، ممثلاً في إدارة التسويق والبرامج وبالتعاون مع الشركاء في العاصمة المقدسة، بإنشاء 3 مسارات لمواقع تاريخية وحضارية في العاصمة المقدسة؛ حيث قامت إدارة التسويق والبرامج بدراسة وافية لاحتياج الزوار نتج عنها اعتماد تلك المسارات التي تم تصميمها بناء على الدراسة التي قامت بها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتحديد وتوثيق المواقع التاريخية والحضارية المعتمدة في مكةالمكرمة، وتم طباعة تلك المسارات باللغتين العربية والإنجليزية وتوزيعها على جميع مقدمي الخدمات السياحية، وفي مقدمتهم منظمو الرحلات الذين تجاوز عددهم 115 شركة ومنظماً معتمداً، ليتم إدراجها ضمن برامجهم السياحية في العاصمة المقدسة وبمرافقة مرشدين مؤهلين ومعتمدين بهدف تمكين منظمي الرحلات والمرشدين من شرح المواقع على الطبيعة، وإيصال المعلومة الصحيحة الموثقة للزوار والمعتمرين. وبين أن عدد المرشدين السياحيين تجاوز 40 مرشداً معتمداً، وجارٍ خلال هذا العام مضاعفة العدد بتحفيز من يرغب في الانضمام بالتسجيل من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة، وإجراء الاختبارات اللازمة، وقبل ذلك إلحاقهم بالدورات التأهيلية المتخصصة التي ينظمها البرنامج الوطني لتنمية القوى البشرية في القطاعات السياحية (تكامل)، وبالتالي منحهم الرخصة المهنية بالتنسيق مع الجمعيات المتخصصة كجمعية منظمي الرحلات السياحية وجمعية المرشدين السياحيين، مشيراً إلى أنه تم القيام بعديد من الجولات التجريبية قبيل انطلاق المسارات المعتمدة برفقة المرشدين المعتمدين ومنظمي الرحلات المعتمدين بهدف قياس الفترات الزمنية ومراعاة أوقات الذروة في العاصمة المقدسة انطلاقاً من المنطقة المركزية لكل مسار. وأكد الشريف على جميع القائمين على تنظيم الرحلات والإرشاد السياحي للمواقع المختلفة في مكةالمكرمة، أهمية الالتزام باللوائح واشتراطات الجودة التي تضعها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بما يضمن القضاء على الرحلات غير المنظمة للحد من الدخلاء على هذه الصناعة، داعياً من يرغبون في الشراكة في صناعة السياحة أن يبادروا بالتسجيل والحصول على تراخيص مزاولة تلك الأعمال بما يَضمن تنظيم صناعة السياحة وفق أرقى المعايير الحضارية سواء كان ذلك في تنظيم رحلات أو الإرشاد أو غير ذلك. يذكر أن الفرع ممثلاً بإدارة التسويق قام بتنظيم جولة متخصصة برفقة أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة أم القرى مستشار الهيئة والخبير في التاريخ الإسلامي في العاصمة المقدسة الدكتور فواز الدهاس، يرافقه نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المرشدين السعوديين بجولة متخصصة بمسار التاريخ الإسلامي لاعتماد المواقع التاريخية في العاصمة المقدسة المدرجة ضمن المسار، يرافقهما مجموعة من المرشدين المعتمدين في مكةالمكرمة. كما أن الفرع وبالتنسيق مع «برنامج المسارات السياحية» في الهيئة يسعى لتطوير المسارات من خلال تعاون الشركاء من القطاع الحكومي والخاص، من خلال تهيئة نقاط التوقف في مراكز معلومات سياحية عند كل موقع ضمن المسار التاريخي، وكذلك عمل مسارات جديدة لمواقع لم تدرج ضمن المسار التاريخي الأول بسبب المدة الزمنية، لضمان شمولية المواقع التي تزخر وتتميز بها العاصمة المقدسة.